الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن ٱلْعَالَمِينَ } * { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } * { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوهُمْ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } * { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } * { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ }

{ وَ } أرسلنا { لُوطاً } اذكروا { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ } المبالغين في ارتكاب الفعلة القبيحة والديدنة الشنيعة على وجه التوبيخ والتقريع: { أَتَأْتُونَ } وترتكبون { ٱلْفَاحِشَةَ } المتناهية في القباحة والفضاحة مع أنها { مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن ٱلْعَالَمِينَ } [الأعراف: 80] بل أنتم اخترعتموها من خباثة نفوسكم ورداءة طباعكم.

{ إِنَّكُمْ } أيها المتجاوزون عن حدود الله ومقتضى حكمته { لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً } أي: حال كونكم متلذذين مشتهين لإتيانهم { مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ } مع أن الحكمة تقتضي إتيانهن، وما هو من جهلكم بقبحها وخباثتها { بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } [الأعراف: 81] في الفساد والخروج عن مقتضى الحكمة الإلهية بمتابعة أهويتكم الباطلة.

{ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } حين سمعوا منه ما سمعوا { إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ } مستكبرين مستنكرين منهمكين: { أَخْرِجُوهُمْ مِّن قَرْيَتِكُمْ } أي: لوطاً ومن آمن له { إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } [الأعراف: 82] يدعون التطهر عن الخبائث ويجتنبون عن الفواحش، فلا يناسبهم الإقامة فينا.

ثم لما لم يمتنعوا بقوله، بل زادوا الإصرار والعداوة، أخذناهم بظلمهم وإسرافهم { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ } أي: من آمن له مما أصابهم { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ } لأنها تسر الكفر؛ لذلك { كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } [الأعراف: 83] الهالكين بقهر الله.

{ وَ } بعدما أخذناهم { أَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً } أي: مطراً وحجارة من سجيل فاستأصلناهم به { فَٱنْظُرْ } أيها المعتبر الرائي { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } [الأعراف: 84] المصرين على الجرائم العظائم مع إرسال الرسل الهادين لهم إلى طريق الجناة، الزاجرين عما هم عليه من القبائح على أبلغ وجه وآكده.