الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

{ وَ } كيف لا يخلدون في النار { لَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ } مبين لجميع أحوال النشأتين { فَصَّلْنَاهُ } أي: أوضحنا معانيه وبيَّنا ما فيه من العقائد والأحكام مفصلاً { عَلَىٰ عِلْمٍ } حضوري منا متعلق بتفصيله بحيث لا يشذ عن علمنا شيء أصلاً، وإنما فصلناه وأوضحناه وجئنا به؛ ليكن { هُدًى } هادياً ومرشداً لهم إلى توحيدنا { وَرَحْمَةً } مخلصة لهم عن سجين الطبيعة { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [الأعراف: 52] به وبحقيقته.

وبعدما آمنوا به وبما فيه من أحوال النشأة الأولى والأخرى { هَلْ يَنظُرُونَ } أي: ما ينتظرون هؤلاء المؤمنون { إِلاَّ تَأْوِيلَهُ } أي: ما يؤول إليه ويترتب عليه بعدما حصل لهم الإذعان بالوقوع { يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ } ونبذوه وراء ظهورهم { مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا } ملتبساً { بِٱلْحَقِّ } المطابق للواقع فكذبناهم مكابرة وعناداً { فَهَل لَّنَا } اليوم { مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ } ليخلصونا من نكال ما أجرمنا { أَوْ نُرَدُّ } بشفاعتهم على أعقابنا { فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ } في أيام الغفلة، وهم { قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } بالكفر والشرك وعبادة الغير { وَ } مع ذلك { ضَلَّ } غاب وخفي { عَنْهُمْ } لدى الحاجة { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [الأعراف: 53] لشركائهم من الشفاعة المظاهرة.