الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } * { أَهَـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } * { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا فَٱلْيَوْمَ نَنسَـٰهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَٰتِنَا يَجْحَدُونَ }

{ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ } على وجه التوبيخ والتقريع { رِجَالاً } من صناديدهم كانوا { يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ } بوجوههم الباطلة من المال والجاه والرئاسة والتفوق وغيرها { قَالُواْ } لهم متهكمين: { مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ } أي: ما أسقط جمعكم المال وجمعيتكم بسببب الجاه شيئاً من عذاب الله { وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } [الأعراف: 48] أي: ما يفيد لكم استكباركم على خلق الله وعن آياته اليوم؟!

انظروا أيها الحمقى { أَهَـۤؤُلاۤءِ } المترفهون المتنعمون في مقر العز والتمكن هم { ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ } في النشأة الأولى أنهم { لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ } في النشأة الأخرى، كيف قبل لهم من قبل الحق تفضلاً وامتناناً عليهم: { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ } التي هي دار الأمن والأمان { لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ } بعدما دخلتم فيها { وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } [الأعراف: 49] أصلاً من فوت شيء وتعويقه.

{ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } متمنين منهم متحسرين: { أَنْ أَفِيضُواْ } صبوا { عَلَيْنَا } رشحة { مِنَ ٱلْمَآءِ } الذي هو سبب حياتكم الحقيقي وبقائكم السرمدي { أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ } من الرزق المعنوي { قَالُوۤاْ } في جوابهم بإلهام الله إياهم: { إِنَّ ٱللَّهَ } المطلع الاستعدادات عباده { حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [الأعراف: 50].

{ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ } الذي هو سبب الحياة الحقيقية في حياتهم الصورية ونشأتهم الدنيوية { لَهْواً وَلَعِباً } يلهون ويلعبون به ويكذبون من أرسل إليهم وأنزل عليهم الكتب لتبيينه { وَ } ما ذلك إلا أن { غَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا } بمزخرفاتها من اللذات الجسمانية والشهوات النفسانية، وصاروا بسبب تغريراتها ناسين العهود والمواثيق التي جرت بيننا وبينهم في بدء فطرتهم { فَٱلْيَوْمَ } أي: حين كشف السرائر وارتفعت الحجب { نَنسَـٰهُمْ } ولم نلتفت نحوهم { كَمَا نَسُواْ } في النشأة الأولى { لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا } في النشاة الأخرى مع ورود الإنذارات التخويفات الجارية على ألسنة الرسل و الكتب { وَمَا } أي: وكما { كَانُواْ بِآيَٰتِنَا } الدالة على أمثال هذه الإنعامات { يَجْحَدُونَ } [الأعراف: 51] ينكرون ويصرون كذلك يخدلون في النار وينسون.