الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَنَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } * { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ كَافِرُونَ } * { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } * { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ }

{ وَ } بعدما تمكن أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار { نَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ } ليفتضحوا على رءوس الأشهاد: { أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا } من المواعيد والتبشيرات على ألسنة الرسل وكتبه { حَقّاً } يقيناً بعدما تيقناه علماً وعيناً فيما مضى { فَهَلْ وَجَدتُّم } أيها المحبوسون في سجن الإمكان ونار الحرمان { مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ } من الوعيد والإنذارات الشديدة الجارية على ألسنة الرسل والكتب { حَقّاً } مطابقاً للواقع { قَالُواْ } متحسرين بحالهم مضطرين عما هم عليهم: { نَعَمْ } قد أصبنا ما كذبنا وحققنا ما أبطلنا، وبعدما جرى بينهم ما جرى من المقاولة { فَأَذَّنَ } صوت { مُؤَذِّنٌ } هاتفٍ وراء سرادقات الجلال { بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ } أي: طرده ومقته نازل ثابت { عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } [الأعراف: 44].

{ ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ } يتصرفون وينحرفون { عَن } استقامة { سَبِيلِ ٱللَّهِ } الموصل إلى توحيده { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } أي: يطلبون منها زيفاً وضلالاً { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ كَافِرُونَ } [الأعراف: 45] مكذبون منكرون.

{ وَبَيْنَهُمَا } أي: بين الموحدين المتمكنين في نعيم الجنان، المشرفين بشرف لقاء الرحمن، والمشركين المحبوسين في سجِّين الإمكان، المتحرقين بنيران الخذلان والحرمان { حِجَابٌ } لا يدرك كنهه إلا العليم العلام { وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ } أي: البرزخ { رِجَالٌ } من الأبرار { يَعْرِفُونَ كُلاًّ } من الفريقين { بِسِيمَاهُمْ } أي: بوجوههم التي يلي الحق والباطل وهم متقربون في البرزخ لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء { وَنَادَوْاْ } أهل البرزخ { أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } هنيئاً لكم، ما تتنعمون فيها وتتمتعون بها حال كونهم { لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } [الأعراف: 46] دخولها من فضل الله وسعة رحمته وجوده.

{ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ } أي: أبصروا بذلك البرزخ { تِلْقَآءَ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ قَالُواْ } متضرعين متخشعين: { رَبَّنَا } وإن صدر عنا من التقصير ما صدر { لاَ تَجْعَلْنَا } بلطفك { مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } [الأعراف: 47] الخارجين عن حدودك مطلقاً عناداً وإصراراً.