الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلْخِيَاطِ وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُجْرِمِينَ } * { لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ }

{ وَ } بعدما سمعت الأولى من الأخرى ما سمعت { قَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ } إنَّا وأنتم مساوون في الضلال { فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ } تستحقون به تخفيف العذاب { فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } [الأعراف: 39] كما نذوق بما نكسب.

ثم قال سبحانه: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا } الدالة على توحيدنا { وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا } ولم يؤمنوا لها عتواً وعناداً { لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ } أي: الفيوضات والفتوحات من سماء الأسماء والصفات حتى ينكشفوا بوحدة الذات { وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ } أي: مقر التوحيد { حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلْخِيَاطِ } أي: دخولهم في مقر التوحيد في الاستحالة كولوج الجمل في سم الخياط بل أشد استحالة، هذا مثل يُضرب في الممتنعات والمستحيلات { وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُجْرِمِينَ } [الأعراف: 40] المخرجين عن ساحة عز التوحيد بجرائم أهوية هوايتهم الباطلة.

{ لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ } الإمكان { مِهَادٌ } فراش يحترقون عليه بنيران الأمنية الأهوية الفاسدة { وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } أغطية من سعير الجاه والمال ودعوى الفضل والكمال { وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } [الأعراف: 41] المتجاوزين عن حدود الله بمقتضيات نفوسهم المنغمسة في اللذات الحسية والوهمية والخيالية.