الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ ٱلرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ وَٱلْبَغْيَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } * { يَابَنِيۤ ءَادَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

{ قُلْ } يا أكمل الرسل للمحجوبين من أهل المظاهر المحرومين عن الرزق المعنوي، المحرومين عن التوجه نحو التوحيد في هذه النشأة: { مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَ } وأظهر { لِعِبَادِهِ } الخلص من ذرائر الكائنات بتجليات الأسماء والصفات { وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ ٱلرِّزْقِ } المعنوي والمستلذات الروحانية { قُلْ } لهم: { هِي } حاصلة { لِلَّذِينَ آمَنُواْ } بالتوحيد الإلهي { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } والنشأة الأولى حال كونهم مشوبة بالقوى البشرية والكدورات البهيمية { خَالِصَةً } لهم { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } بلا شوب كدورة حين انخلعوا من جلباب الهويات الباطلة والتعيينات العاطلة { كَذَلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ } الدالة على توحيدنا { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [الأعراف: 32] يذعنون بالإيمان وتوجهون نحو الكشف والعيان.

{ قُلْ } يا أكمل الرسل المولي لتدبير مصالح العباد: { إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ } القبائح الصادرة من أولي الأحلام السخيفة { مَا ظَهَرَ مِنْهَا } من الظلم وشهادة الزور ورمي المحصن والغيبة والنميمة، وغيرها من القبائح التي ظهرت من الألسنة والأيدي { وَمَا بَطَنَ } من القبائح التي صدرت من الفروج { وَ } بالجملة: كل ما يوجب { ٱلإِثْمَ } المستلزم للانتقام والعقاب { وَٱلْبَغْيَ } أي: الحروب على الولاة وجمهور المسلمين { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } بلا رخصة شرعية { وَ } أعظم المحرمات جرماً وأشدها انتقاماً { أَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ } المتوحد بذاته { مَا } أي: شيئاً من مصنوعاته مع أنه { لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } حجة وبرهاناً { وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ } افتراءً ومراءً { مَا لاَ تَعْلَمُونََ } [الأعراف: 33] له، لا عقلاً ولا نقلاً.

{ وَ } اعلموا أن { لِكُلِّ أُمَّةٍ } من الأمم العاصية الضالة { أَجَلٌ } مقدر من عند الله لمقتهم وهلاكهم { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ } المقدر المبرم { لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [الأعراف: 34] أي: لا يسع لهم فيه طلب التأخير على مقتضى أهويتهم ولا طلب التقديم تخليصاً لنفوسهم من الأذى، بل أمرهم حتم نازل في وقته وحينه بلا تخلل تقدم وتأخير؛ لكمال قدرته ومتانة حكمته.

{ يَابَنِيۤ ءَادَمَ } المستكملين القابلين للإرشاد والتكميل المستعدين لفيضان كمال التوحيد { إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ } أي: أن يأتينكم ويرسلن إليكم { رُسُلٌ مِّنكُمْ } من جنسكم وبني نوعكم؛ إذ هم أدخل لنصحكم وإرشادكم وأنسب لجذب قلوبكم، وأشفق عليكم من الأجانب حال كونهم { يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي } المنزلة من عندي، الدالة على وحدة ذاتي فعليكم أن تصدقوهم ونؤمنوا لهم وبما جاءوا به من عندي من الأوامر والنواهي { فَمَنِ ٱتَّقَىٰ } منكم عن محارم الله بواسطة رسله وآياته { وَأَصْلَحَ } أي: أخلص أعماله لله بلا ترقب على الجزاء { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } لا في النشأة الأولى ولا في الأخرى { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون } [الأعراف: 35] عن سوء المنقلب والمثوى.