الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } * { فَرِيقاً هَدَىٰ وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } * { يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ }

{ وَإِذَا فَعَلُواْ } أي: هؤلاء الكافرون بوسوسة الشياطين { فَاحِشَةً } فعله ذميمة قبيحة متناهية في القبح { قَالُواْ } في الجواب: { وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا } وهم يقولون: { وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا } فيما أنزل علينا على لسان نبينا { قُلْ } يا أكمل الرسل { إِنَّ ٱللَّهَ } الهادي لعباده { لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ أَتَقُولُونَ } أيها المفترون { عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [الأعراف: 28] لياقته بجنابه.

{ قُلْ أَمَرَ رَبِّي } بمقتضى فضله وعدله على من أمر منه خلص عباده { بِٱلْقِسْطِ } أي: العدل السوي في جميع مأموراته بلا ميل إلى جانبي الإفراط والتفريط { وَ } عليكم أيها المؤمنون أن { أَقِيمُواْ } واستقيموام { وُجُوهَكُمْ } التي بها ميلكم وتوجهاتكم نحو الحق بلا ميل إلى ما سواه { عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } ومقام تتذللون فيه وتتوجهون نحوه { وَ } بالجملة: { ٱدْعُوهُ } وتوجهوا نحوه حال كونكم مستقيمين فيه { مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } أي: الطاعة والانقياد بلا شوب الغير والسوى مطلقاً، واعلموا أيها الأظلال { كَمَا بَدَأَكُمْ } الله أي: أنشأكم وأظهركم من كتم العدم بمد ظله ورش نوره عليكم { تَعُودُونَ } [الأعراف: 29] إليه بقبض الظل وطيه في نشأتكم الأولى.

{ فَرِيقاً } منكم { هَدَىٰ } بتوفيق الله إلى مبدئه ومعاده { وَفَرِيقاً } ضل وغوى لذلك { حَقَّ } وثبت { عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ } في مكمن القضاء، وكيف لا يحقيهم ويحيط بهم الضلالة { إِنَّهُمُ } من غاية غفلتهم { ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ } آلهة { مِن دُونِ ٱللَّهِ } المتوحد بذاته { وَيَحْسَبُونَ } بسبب هذا الاتخاذ { أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } [الأعراف: 30] إلى طريق النجاة بل ضالون تائهون.

{ يَابَنِيۤ ءَادَمَ } المجبولين على زي التقوى ولباس السلامة { خُذُواْ زِينَتَكُمْ } التي زينكم الله بها من الحقائق والمعارف والمكاشفات والمشاهدات { عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } ومقام تميلون فيه نحو الحق وجوهكم التي يلي الحق { و } لا تهملوا أمر مراكبكم التي هي نفوسكم وهوياتكم؛ لئلا تبطلوا صنع الله ولا تخربوا بيته، بل { كُلُواْ } مقدار سد الجوعة { وَٱشْرَبُواْ } قدر دفع العطشة { وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ } فيهما إلى حيث يؤدي إلى تقوية القوى البهيمية { إِنَّهُ } سبحانه { لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ } [الأعراف: 31] ولا يرضى عن فعلهم لإخلائهم بإسراف الأكل والشرب على الميل الذي جبلوا لأجله؛ إذ الشبع يميت القلب وينقص الغريزة الإنسانية، ويزيد القوى البهيمية.