الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَٰمِتُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ }

ثمَّ قال سبحانه: { وَإِن تَدْعُوهُمْ } أيها المؤمنون، الموحدون المشركين المصريين على الشرك { إِلَى ٱلْهُدَىٰ } أي: الإسلام الموصل لهم إلى توحيد الحق { لاَ يَتَّبِعُوكُمْ } لخبث طينتهم، بل { سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ } أيها المؤمنون المريدون إهداء هؤلاء الغواة { أَدَعَوْتُمُوهُمْ } أي: دعوتكم إياهم إلى الإسلام { أَمْ أَنْتُمْ صَٰمِتُونَ } [الأعراف: 193] ساكتون عن الدعوة، بل عن الالتفات إليهم مطلقاً؛ لشدة قساوتهم وغلظة غشاوتهم.

ثمَّ قال سبحانه تبكيتاً للمشركين: { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ } وتعبدون أيها الضالون المشركون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } المتفرد بالألوهية، المتوحد بالربوبية { عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ } أي: هم مخلوقون أمثالكم، بل أسوء حالاً منكم؛ لكونهم جمادات لا شعور لها، كيف سميتوها معبودات تعبدونها كعبادة الله، وإن اعتقدتم إلهيتهم وتأثيرهم { فَٱدْعُوهُمْ } بإنزال العذاب على مخالفيكم { فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ } ألبتة؛ لكونكم عباداً لهم { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [الأعراف: 194] في أنهم آلهة؛ فكيف تعتقدون أيها الحمقى إلهية هؤلاء الجمادات التي تنحتونها بأيديكم من الأحجار والأخشاب، والإله منزه عنها، متعال عن أمثالها، وأيضاً كيف تعتقدون تأثير هؤلاء؟!.

{ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ } فيؤثرون بسببها { أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } والتأثير مسبوق بهذه القوى، كيف وشرط التأثير الحياة؟ ولا حياة لهم أصلاً، فكيف يؤثرون؟ وأنتم كيف تثبتون لهم التأثير، أفلا تعقلون؟ { قُلِ } يا أكمل الرل تبكيتاً لهم وإلزاماً: { ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ } الذين تدعون مشاركتهم مع الله واستظهروا منهم { ثُمَّ كِيدُونِ } وامكروني بمظاهرتهم؛ بحيث لا أطلع بمكركم أصلاً { فَلاَ تُنظِرُونِ } [الأعراف: 195] تمهلون مدة حتى أتأمل فيه وأطلع عليه، وأشتغل لدفعه، وبالجملة: لا أبالي بولاية غير الله ونصره وحفظه إياي بكم وبمكركم، وبمكر شركائكم ومعاونيكم.