الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلْكِتَابِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُصْلِحِينَ } * { وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } * { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ } * { أَوْ تَقُولُوۤاْ إِنَّمَآ أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلْمُبْطِلُونَ } * { وَكَذٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

{ وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ } أي: يتمسكون منهم { بِٱلْكِتَابِ } أي: بما أمرناهم في التوراة ونهينا فيه { وَ } مع ذلك { أَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } أي: داوموا وواظبوا على الميل إلينا علىما بيناهم فيها فعلينا أجرهم { إِنَّا لاَ نُضِيعُ } ولا نهمل { أَجْرَ ٱلْمُصْلِحِينَ } [الأعراف: 170] الذين يصلحون ظواهرهم بالشرائع والأحام المنزلة من عندنا، وبواطنهم بالإخلاص والتوحيد المسقط للإضافات مطلقاً.

{ وَ } اذكر وقت { إِذ نَتَقْنَا } أي: قطعنا { ٱلْجَبَلَ } من مكانه، ورفعنا { فَوْقَهُمْ } يظل عليهم { كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } يسقف فوق رءوسهم { وَظَنُّوۤاْ } من قبح صنيعهم { أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ } إلى أن قلنا لهم: { خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم } من مأمورات التوراة { بِقُوَّةٍ } عزيمة صادقة وعزم خالص في أوامره وأحكامه { وَٱذْكُرُواْ } أيك اتعظوا وتذكروا { مَا فِيهِ } من الموعظة والتذكيرات { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [الأعراف: 171] تنتهون عن قبائح أعمالكم ورذائل أخلاقكم.

{ وَ } نقض العهود والمواثيق، والإعراف عن التكاليف والمشاق ليس مما يختص هؤلاء المعرضين، بل من الديدنة القديمة لبني آدم وقت { إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ } يا أكمل الرسل { مِن بَنِيۤ ءَادَمَ } حيث أخرجهم { مِن ظُهُورِهِمْ } من ظهور آبائهم وأصلابهم على التوليد المتعارف { ذُرِّيَّتَهُمْ } أي: أولادهم بطناً بعد بطن { وَأَشْهَدَهُمْ } أي: أحضرهم وأطلعهم { عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } أي: أرواحهم الفائظة لهم، المنفوخة فيهم من روحنا، ثمَّ قلنا لهم بعدما شهدوا منشأهم وعلموا أصلهم: { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ } الذي أوجدكم وأظهركم من كتم العدم بنفخ روحي فيكم؟

{ قَالُواْ } بألسنة استعداداتهم: { بَلَىٰ شَهِدْنَآ } بعدما أشهدتنا أنت ربنا، لا رب لنا سواك، ولا مظهر لنا غيرك فأخذ سبحانه منهم الميثاق حينئذٍ، وإنما أخذ منهم الميثاق على هذا؛ كراهة { أَن تَقُولُواْ } على سبيل المجادلة والمراء حين أخذهم { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } بجرائمهم الصادرة عنهم، المقتضية لنقض العهد: { إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا } أي: عن ربوبيتك واستقلالك فيها { غَافِلِينَ } [الأعراف: 172] غير عاليمن بها ولا منبهين عليها.

{ أَوْ تَقُولُوۤاْ } لو لم يأخذ سبحانه العهد من جميعهم: { إِنَّمَآ أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً } ضعافاً { مِّن بَعْدِهِمْ } فنقلدهم { أَفَتُهْلِكُنَا } وتأخذنا يا ربنا { بِمَا فَعَلَ ٱلْمُبْطِلُونَ } [الأعراف: 173] أي: بفعل آبائنا ا لذين أشركوا بك، مع أنَّا لم نكن حينئذٍ من أصحاب الرأي؟! وأخذك بجرائمهم ظلم علينا؛ لذلك أخذ سبحانه الميثاق من جميع بني آدم؛ حتى لا يبقى لهم حجة عليه سبحانه.

{ وَكَذٰلِكَ نُفَصِّلُ } نبيٍّن ونوضح على وجه الخصوص والعموم { ٱلآيَاتِ } الدالة على توحيدنا على اليهود { وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [الأعراف: 174] رجاء أن يتنبهوا فيرجعوا نحونا، ومع ذلك لم يرجعوا ولم يتنبهوا أصلاً.