الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي ٱلسَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } * { وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } * { فَلَماَّ نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُوۤءِ وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } * { فَلَماَّ عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ }

{ وَ } أيضاً من جملة ظلمهم على نفوسهم: حيلهم وخداعهم في نقض العهد، إن شئت أن تعرف { سْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ } أي: سلْ خداعهم وحيلهم عن أ÷ل القرية { ٱلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ } قريبة منه، قيل: إيلة، وقيل: طبرية الشام، وقيل: مدين، وقت { إِذْ يَعْدُونَ } يتجاوزون عن حدودنا وعهودنا { فِي ٱلسَّبْتِ } أي: العهد الذي عهدوا معنا ألاَّ يصطادوا، بل أخلصوا لعبادتنا والتوبة نحونا فابتليناهم بمحافظة العهد { إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ } المعهود المحرم { شُرَّعاً } متابعة متوالية.

{ وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ } ولا يعهدون فيه { لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ } أي: مثل سبتهم، فاحتالوا بتعليم شياطينهم حياضاً وأخاديد، فأرسلوا الماء عليها في يوم السبت، واجتمعت الحيتان فيها واصطادوها يوم الأحد والإثنين؛ وبسبب خداعهم معنا واختلافهم الحيلة لنقض عهدنا { نَبْلُوهُم } ببلاء المسخ { بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } [الأعراف: 163] بسبب فسقهم وخروجهم عن مقتضى العهد.

{ وَ } اذكروا { إِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ } أي: جماعة من صلحائهم، حين قال الصلحاء للمحتالين المناقضين على وجه العظة والتذكير: لِمَ تحتالون وتخادعون مع الله كأنكم لم تخافوا من بطشه وانتقامه { لِمَ تَعِظُونَ } أيها المذكرون المصلحون { قَوْماً } منهمكين في الغفلة الضلال { ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً } أي: أراد الله إهلاكهم وتعذيبهم بأشد العذاب بشؤم حيلهم وخداعهم هذا { قَالُواْ } أي: المذكرون المصلحون تذكيرنا ونصحنا إياهم: { مَعْذِرَةً } منَّا { إِلَىٰ رَبِّكُمْ } الذي أمرنا بنهي المنكر على وجه المبالغة { وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [الأعراف: 164] أي: ونرجو من كرم الله أن ينتهوا بتذكيرنا عمَّا هم عليه من الغفلة.

{ فَلَماَّ نَسُواْ } واعرضوا عن { مَا ذُكِّرُواْ بِهِ } أي: من العظة والتذكير { أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُوۤءِ } متعظين بما ذكروا به { وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } بالإعراض عنه { بِعَذَابٍ بَئِيسٍ } شديد فظيع { بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } [الأعراف: 165] بسبب فسقهم وإعراضهم.

{ فَلَماَّ عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ } أي: فالحاصل أنهم لمَّا تكبروا عن امتثال أوامرنا واجتناب نواهينا { قُلْنَا لَهُمْ } على لسان نبيهم داود: { كُونُواْ } أيها المتكبرون المنهمكون في الغي والضلال { قِرَدَةً خَاسِئِينَ } [الأعراف: 166] صاغرين مهانين؛ لاستكباركم عن أوامر الله وتكيلفاته، مع أنكم مجبولون على تحمل التكاليف التي هي من أمارات الإنسان فلمَّا امتنعوا أنفسهم عنها مُسخوا لن لوازم الإنسانية بالمرة، ولُحقوا بأخس الحيوانات وأرذل الأعاجم.