الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } * { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

ثم قال سبحانه: { سَأَصْرِفُ } أي: أميل وأغفل { عَنْ آيَاتِي } الظاهرة في الآفاق والأنفس الدالة على توحيدي واستقلالي في التصرفات الكائنة في الآفاق، القوم { ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ } ويمشون خيلاً { فِي ٱلأَرْضِ } ويظلمون فيها { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } لخبث طينتهم ورداءة فطرتهم { وَ } هم من نهاية جهلهم المركوز في جبلتهم { إِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ } دالة على الصدق والصواب { لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا } عتواً وعناداً { وَ } بالجلمة { إِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ } الصدق والصواب { لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } لعدم موافقة طباعهم { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَيِّ } والضلال { يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } لميل نفوسهم نحوه بالطبع، كل { ذٰلِكَ } أي: الصرف والانحراف والأهواء الباطلة والآراء الفاسدة { بِأَنَّهُمْ } من غاية انهماكهم في الضلال { كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } الدالة على توحيدنا المنزلة على رسلنا { وَكَانُواْ } من غاية جهلهم { عَنْهَا } وعن الامتثال بها والعمل بمقتضاها والتدبير في معناها { غَافِلِينَ } [الأعراف: 146] غفلة لا تيقظ لهم منها أصلاً، نبهنا بلطفك عن نومة الغالفين.

{ وَ } بالجملة: { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } الظاهرة عن أوصافنا الذاتية في النشأة الأولى { وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ } أي: كذبوا برجوع الكل إلينا في النشاة الأخرى، أولئك الأشقياء المردودون هم الذين { حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } وضاعت وخسروا فيها في الأولى والأخرى { هَلْ يُجْزَوْنَ } بإحباط الأعمال { إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [الأعراف: 147] أي: جزاء ما يقترفون ويكتسبون لأنفسهم من تكذيب الآيات والرسل المنبهين لها المبينين لمقتضاها.