الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ } * { وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ } * { يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ } * { مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ } * { هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } * { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } * { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ } * { ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ } * { إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ } * { وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } * { لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ }

{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ } بعدما رأى تفصيل المعاصي والمقابح الصادرة منه في نشأة الاعتبار، متمنياً متحسراً من كمال الضجرة والأسف المفرط: { يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ } [الحاقة: 25] هذا.

{ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ } [الحاقة: 26] فيه.

{ يٰلَيْتَهَا كَانَتِ } هذه الحالة الآتية عليَّ { ٱلْقَاضِيَةَ } [الحاقة: 27] الفارقة الفاصلة بيني وبين الحياة، بحيث لم أصر حياً بعد هذه الحالة؛ حتى لا أُفتضح على رءوس الأشهاد.

ثمَّ قال متأسفاً متحسراً على ما مضى عليه: { مَآ أَغْنَىٰ } ودفع { عَنِّي } العذاب { مَالِيَهْ } [الحاقة: 28] أي: ما نُسب إليَّ من الأموال والأولاد والأتباع.

بل { هَّلَكَ } وضاع { عَنِّي } اليوم { سُلْطَانِيَهْ } [الحاقة: 29] أي: تسلطني على الناس، وتفوقي على الأقران.

وهو في أمثال هذه الهواجس على سبيل الحسرة والضجرة، قيل للموكَّلين من قِبَل الحق: { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } [الحاقة: 30] بالأغلال الضيقة الثقيلة.

{ ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ } العظيم المعهود الذي يُعدّ لأصحاب الثروة من الكفرة { صَلُّوهُ } [الحاقة: 31] واطرحوه.

{ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا } قدرها طولاً: { سَبْعُونَ ذِرَاعاً } بذراع لا يعرف طولها إلاَّ الله { فَاسْلُكُوهُ } [الحاقة: 32] وأدخلوه وألقوه به، بحيث يصير محفوفاً بها، لا يقدر على الحركة أصلاً.

وكيف لا يُعذب كذلك { إِنَّهُ } من كمال نخوته وتجبره { كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ } [الحاقة: 33] المستحق للعبودية والإيمان عتواً وعناداً؟!

ولا شك أن من تعظَّم على الله العلي العظيم فقد استحق أعظم العذاب، واستوجب أشد النكال.

{ وَ } مع ذلك { لاَ يَحُضُّ } أي: لا يحب ولا يرضى { عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } [الحاقة: 34] إن أطعمه أحد فضلاً أن يطعمه هو نفسه من ماله.

{ فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَا هُنَا } أي: في يوم العرض والجزاء { حَمِيمٌ } [الحاقة: 35] قريب من أقاربه يحميه ويشفع له، كما في الدنيا.

{ وَلاَ طَعَامٌ } يأكله ويشبع منه { إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } [الحاقة: 36] أي: غُسالة أهل النار، وما يسيل منهم من القيح والصديد.

وبالجملة: { لاَّ يَأْكُلُهُ } أي: الغسلين { إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ } [الحاقة: 37] أي: أصحاب الخطايا والعصيان العظام، والجرائم الكبيرة والآثام.