الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ ءَأَمِنتُمْ مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } * { أَمْ أَمِنتُمْ مِّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } * { وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ } * { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } * { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُمْ مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنِ ٱلْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ }

وكيف لا تشكرون نعمه، ولا تواظبون على أداء حقوق كرمه؟! { أَءَمِنتُمْ } عذاب { مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ } أي: من عذابه النازل من جانب السماء على من لم يشكر نعماءه المتوالية، وآلاءه المتتالية من { أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ } ويطويكم بها ويغيبكم فيها، كما فعل بقارون { فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } [الملك: 16].

{ أَمْ أَمِنتُمْ } عذاب { مِّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرْسِلَ } ويمطر { عَلَيْكُمْ حَاصِباً } حصباء من قِبَل السماء فيهلككم بها، كما فعل بقوم لوط عليه السلام { فَسَتَعْلَمُونَ } حينئذٍ أيها المسرفون المفرطون في كفران النعم، ونسيان حقوق الكرم { كَيْفَ نَذِيرِ } [الملك: 17] وإنذاري عليكم.

وإن كذبوك يا أكمل الرسل، وبالغوا في تكذيبك وإنكارك لا تبال بهم وبتكذيبهم، وانتظر إلى ما سيؤول أمرهم إليه.

{ وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ } مضوا { مِن قَبْلِهِمْ } من الكفرة المكذبين لرسلهم أمثالهم، مبالغين في تكذيبهم { فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ } [الملك: 18] أي: إنكاري إياهم، وانتقامي منهم، فسيلحق أيضاً لهؤلاء الضالين المكذبين لك بأضعاف ما لحقهم.

{ أَ } ينكرون قدرتنا عن انتقامهم وإهلاكهم { وَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ } باسطات أجنحتهن في الجو عند الطيران { وَ } بعدما أردن السرعة { يَقْبِضْنَ } ويضممن أجنحتهن إلى جنوبهن؛ استظهاراً بها على سرعة الحركة، مع أن ميلهن بالطبع إلى السفل بثقلهن { مَا يُمْسِكُهُنَّ } في الجو على خلاف الطبع { إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ } المستعان الشامل برحمته العامة على كل شيء دخل في حيطة قدرته، وعلمه وإرادته، وبالجملة: { إِنَّهُ } سبحانه { بِكُلِّ شَيْءٍ } دخل في حيطة الوجود { بَصِيرٌ } [الملك: 19] يدبر أمره على وجه يليق به، وينبغي له بمقتضى سعة رحمته وجوده.

ثمَّ قال سبحانه مستفهماً إياهم على الإنكار والتقريع: { أَمَّنْ هَـٰذَا } الناصر الظهير { ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ } وعون لكم { يَنصُرُكُمْ } ويعينكم حين بطش الله إياكم أيها المسرفون { مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } المستوعب بالرحمة العامة على عموم الأكوان، مع أنه لا شيء في الوجود سواه، وبالجملة: { إِنِ ٱلْكَافِرُونَ } أي: ما هم { إِلاَّ فِي غُرُورٍ } [الملك: 20] باطل وزور ظاهر بلا وثوق لهم، ولا اعتماد.