الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلْحَبِّ وَٱلنَّوَىٰ يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ ٱلْمَيِّتِ مِنَ ٱلْحَيِّ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } * { فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ وَجَعَلَ ٱلْلَّيْلَ سَكَناً وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ حُسْبَاناً ذٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَٰتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ }

قل يا أكمل الرسل للمنكرين البعث والحشر المستبعدين الممتنعين إحياء الأموات من العظام الرفات: { إِنَّ ٱللَّهَ } القادر على ما أراد وشاء { فَالِقُ ٱلْحَبِّ وَٱلنَّوَىٰ } أي: الحبة والنطفة { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ ٱلْمَيِّتِ } أي: الحبة والنطفة { مِنَ ٱلْحَيِّ } أي: الحيوان والنبات { ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ } المحيي المميت الحي القيوم المستحق للألوهية وللعبودية والربوبية { فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } [الأنعام: 95] تصرفون عنه إلى غيره من الأظلال الباطلة أيها الحمقى.

وكيف تصرفون عنه وهو { فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ } أي: شاق ظلام الليل ينبلج الصبح لتكتسبوا فيه أقواتكم ومعاشكم { وَجَعَلَ ٱلْلَّيْلَ سَكَناً } لتستريحوا فيه من تعب الكد، وهما من أقوى أسباب حياتكم { وَ } أيضاً جعل لكم ولمعاشكم { ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ حُسْبَاناً } ذا أدوار وأطوار مختلفة وأوضاع متفاوتة شتاء وصيفاً ربيعاً وخريفاً تتميماً لأرزاقكم وأقواتكم { ذٰلِكَ تَقْدِيرُ } تدبير وتدوير { ٱلْعَزِيزِ } القادر الغالب على جميع صور التدابير والتداوير { ٱلْعَلِيمِ } [الأنهام: 96] بفنع التدوير المخصوص والوضع المتعارف لمعاش عباده.

{ وَ } كيف تصرفون عنه { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ } لتدبير مصالحكم { ٱلنُّجُومَ } الزاهرات مرتكزة في السماوات { لِتَهْتَدُواْ بِهَا } وتوصلوا إلى مطالبكم بسببها حين كنتم تائهين ضالين { فِي ظُلُمَٰتِ ٱلْبَرِّ } أي: مفاوزه { وَٱلْبَحْرِ } أي: لججه، وبالجملة: { قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَٰتِ } الدالة على توحيدنا واستقلالنا في التصرفات والتدبيرات الواردة في علام الكون والفساد { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [الأنعام: 97] يستدلون وينتفعون بها وينتبهون إلى وحدة موجودها ومصرِّفها.

{ وَ } أيضاً كيف يصرفون عنه سبحانه مع أنه { هُوَ } القادر { ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُم } وأظهركم بالتجلي الحبي { مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ } هي طبيعة العدم { فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ } أي: فكلكم أطوار مختلفة، وشؤون متفاوتة، لبعض قرار واستقرار، ولبعض استيداع واستتار، تتبدلون وتتحولون من حال إلى حال على مقتضى تطوراتها وتجلياتها { قَدْ فَصَّلْنَا } وأوضحنا { ٱلآيَٰتِ } الدالة على ألا وجود لغيرنا من الأظلال، والإقرار ولا مراد لها أصلاً { لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ } [الأنعام: 98] يتأملون ويتدبرون لينكشفوا بكيفية سريان الهوية الإلهية في المظاهر الكونية والكيانية.