الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ ٱلْكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَىٰ نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَّا لَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنتُمْ وَلاَ ءَابَآؤُكُمْ قُلِ ٱللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ } * { وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ }

{ وَ } القوم الذين أنكروا بعثتك وكذبوا موعظتك { مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } أي: ما عرفوا ظهوره في الآفاق واستقلاقه بالتصرف فيها { إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ } لهم تبكيتاً وإلزاماً: { مَنْ أَنزَلَ ٱلْكِتَٰبَ } أي: التوراة { ٱلَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَىٰ } من عند ربه وكان { نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ } يستنيرون ويستكشفون منه، ويهتدون به إلى توحيد الله مع أنكم { تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ } وكانت ألواحاً { تُبْدُونَهَا } أي: تظهرون منها ما يصلح لكم ويعين على مدعاكم { وَتُخْفُونَ كَثِيراً } مما لايصلحكم عناداً ومكابرة { وَ } كيف تنكرون إنزاله؛ إذ { عُلِّمْتُمْ } منه { مَّا لَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنتُمْ وَلاَ ءَابَآؤُكُمْ } من الأمور المتعلقة بالظاهر وبالباطن { قُلِ } يا أكمل الرسل في الجواب بعدما بهتوا: { ٱللَّهُ } إذ هو المتعين للجواب ولا شيء غيره { ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ } أباطيلهم وأراجيفهم { يَلْعَبُونَ } [الأنعام: 91] يترددون فلا عليك بعد التبليغ والتكبيت.

ثم قال سبحانه: { وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ } جامع لما في الكتب السالفة على أبلغ وجه وآكده مع زيادات شريفة { أَنزَلْنَٰهُ } إليك يا أكمل الرسل { مُبَارَكٌ } كثير الخير والبركة لك ولمن تبعك { مُّصَدِّقُ } للكتاب { ٱلَّذِي } أحكامه { بَيْنَ يَدَيْهِ } أي: التوراة والإنجيل وجميع الكتف النازلة من عند الله، وإنما أنزلناه { وَلِتُنذِرَ } به { أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } أي: أهل مكة { وَمَنْ حَوْلَهَا } أي: جميع أقطار الأرض؛ إذ دُحيت الأرضْ من تحتها على ما قيل لذلك صار قبلة لجميع أهل الأرض، وفرض حجها وطوافها { وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ } من أهل الكتاب { يُؤْمِنُونَ بِهِ } أي: بالقرآن { وَ } سبب إيمانهم أنه { هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ } [الأنعام: 92] أي: يراقبون ويداومون على الميل والتوجه نحو الحق بجميع شؤونه وتجلياته، ومن جملتها بل من أجلها: إنزال القرآن البالغ على درجات اليقين في تبيين أحوال النشأة الأولى والأخرى، إذ هو منتخب منهما على وجه يعجز عنه أرباب اللسن من البشر، ومن له أدنى مسكنة من ذوي العقول لا بدَّ أن يؤمن به وبإعجازه إلا من أضله الله وختم على قلبه.