الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * { وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَٱجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { ذٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلاۤءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ }

{ وَ } أيضاً هدينا من ذرية إبراهيم { إِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ } من هؤلاء المذكورين { فَضَّلْنَا } بالنبوة والحكمة { عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } [الأنعام: 86] أي: على الناس الموجودين في زمانهم.

{ وَ } كذلك { مِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ } ممن لم يبلغ مرتبة النبوة والحكمة فضلنا عليهم بأنواع النعم { وَٱجْتَبَيْنَاهُمْ } وانتخبناهم من بين الناس { وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الأنعام: 87] موصل إلى توحيدنا.

{ ذٰلِكَ } أي: سبب تقرب هؤلاء الكرام { هُدَى ٱللَّهِ } أي: هدايته وعنايته تفضلاً عليهم وامتناناً { يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } إرادة واختياراً { وَلَوْ أَشْرَكُواْ } بالله، هؤلاء المهديون بأن أثبتوا الوجود لغيره { لَحَبِطَ } واضمحل وضاع { عَنْهُمْ } ثواب { مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [الأنعام: 88] من الخيرات والمبرات، وكانوا في حبوط الأعمال كسائر المشركين، نعتصم بك من إنزال قهرك يا ذا القوة المتين.

{ أُوْلَـٰئِكَ } السعداء الأمناء { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } الجامع المبين لهم طريق تهذيب الظاهر والباطن { وَٱلْحُكْمَ } الفارق بين الحق والباطل في والوقائع على مقتضى الحكمة الإلهية { وَٱلنُّبُوَّةَ } والرسالة المقتضية لأهداء التائهين في بيدان الغفلة والضلال إل طريق التوحيد { فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلاۤءِ } المضلون من طريق الحق يعني قريشاً { فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا } وبمراعاتها { قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ } [الأنعام: 89] من أهل العناية والتوفيق.

{ أُوْلَـٰئِكَ } المذكورون من الأنبياء هم { ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ } إياهم إلى توحيده تفضلاً عليهم { فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ } إذ مقصد أهل التوحيد واحد، وإن كانت الطريق مختلفة متفاوتة { قُل } يا أكمل الرسل لمن بعثت إليهم كلاماً صادراً عن محض الحكمة إشفاقاً لهم: { لاَّ أَسْأَلُكُمْ } ولا أطمع منكم { عَلَيْهِ } أي: على تبيين طريق التوحيد وتبليغ أمر الحق ونواهيه { أَجْراً } جعلاً { إِنْ هُوَ } أي: ما الغرض من التبيين والتبليغ { إِلاَّ ذِكْرَىٰ } وموعظة { لِلْعَالَمِينَ } [الأنعام: 90] كي ينتبهوا على مبدئهم ومعادهم وما جبلوا أو خلقوا لأجله.