الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيۤ ءَايَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَٰنُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ } * { وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـٰكِن ذِكْرَىٰ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } * { وَذَرِ الَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَآ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ }

{ وَإِذَا رَأَيْتَ } يا أكمل الرسل { ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيۤ ءَايَاتِنَا } يالطعن والتكذيب { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } ولا تصاحبهم، وأخرج من بينهم { حَتَّىٰ } لا تكومن سبباً لاستهزائهم و { يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } أي: غير القدح والطعن في القرآن { وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَٰنُ } الخروج بعد وقوفك بأباطيلهم { فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ } والتذكير البتة { مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ } [الأنعام: 68] الطاعنين على الله بما لا يليق بجانابه.

{ وَ } أن اتفق مجالسة المؤمنين معهم أحياناً { مَا } يلزم ويعود { عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ } عن محارم الله { مِنْ حِسَابِهِم } الذين يحاسبون عليها و معاقبون لأجلها { مِّن شَيْءٍ } أي: بشيء من الخطر والتزلزل { وَلَـٰكِن } إن أتفق جمعهم لزمهم { ذِكْرَىٰ } والموعظة الحسنة الناشئة عن محض الحكمة { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [الأنعام: 69] ينتهوون عما هم عليه من الاستهزاء والتكذيب تأثراً واستحياء.

{ وَ } إن لم يتأثروا ولم يستحوا { ذَرِ الَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ } الذين يدعون الهداية بسببه { لَعِباً وَلَهْواً } أي: معلبه وملهى ليس منه تأثر أصلاً بل يجرونه على طرف اللسان ويلقون على طرف التمام، وكيف يتأثرون منه ولا يلعبون معه { وَ } إذ { غَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا } بحيث عموا وصموا عن الأمور الأخروية بالمرة { وَ } إن أردت أن تذكر بالقرآن { ذَكِّرْ بِهِ } على من هو على خطر من الله مخافة { أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ } أي: بتسلمه وتوقعه النفس العاصية إلى الهلاك الأبدي والبوار السرمدي { بِمَا كَسَبَتْ } من العقائد الزائفة والمعاصي العائقة عن إقامة حدود الله؛ إذ { لَيْسَ لَهَا } أي: للنفس { مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيٌّ } يولي أمرها وينقذها من العذاب { وَلاَ شَفِيعٌ } يشفع لها عند الله لينجو من عذابه { وَإِن تَعْدِلْ } وتفد { كُلَّ عَدْلٍ } كل ما يفدى به من أمتعة الدنيا { لاَّ يُؤْخَذْ } ولا يقبل { مِنْهَآ أُوْلَـٰئِكَ } البعداء المطرودون عن روح الله هم { ٱلَّذِينَ أُبْسِلُواْ } سلموا نفوسهم إلى الهلاك { بِمَا كَسَبُواْ } من شؤم نفوسهم من المعاصي تهيأ { لَهُمْ } في الآخرة { شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ } يحرق بطونهم عن مسرة المؤمنين { وَعَذَابٌ أَلِيمٌ } مؤلم عن مكانتهم عند الله { بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } [الأنعام: 70] أي: بسبب كفرهم وخورجهم عن حدود الله، وإن ادعى المشركون حقية دينهم ويدعو المسلمين إليه.