الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ قُلْ مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ } * { قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ } * { قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } * { وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ ٱلْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } * { لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }

{ قُلْ مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } أي: شدائدها وأهوالها حين { تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً } متضرعين معلنين { وَخُفْيَةً } مناجين مسرين قائلين: { لَّئِنْ أَنجَانَا } الله بلطفه { مِنْ هَـٰذِهِ } الأهوال والمخاوف { لَنَكُونَنَّ } لنعمه الصارفين لها إلى مقتضى ما امره الحق ورضي عنه { مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ } [الأنعام: 63].

{ قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ } هم وغم { ثُمَّ } بعدما أنجاكم الله { أَنتُمْ } أيها المنهمكون في بحر الضلال { تُشْرِكُونَ } [الأنعام: 64] به ما لا وجود له من التماثيل، وتكفرون نعمة العقل المفاض من عنده لتتنبهوا إلى توحيده.

{ قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ } المقتدر { عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً } نازلاً { مِّن فَوْقِكُمْ } مثل الرعد والبرق والصواعق الكائنة في الجو { أَوْ } حادثاً { مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } مثل الزلزلة والغرق وغير ذلك { أَوْ يَلْبِسَكُمْ } ويخلط عليكم أهواءكم ويجعلكم { شِيَعاً } فرقاً متخالفة متقابلة { وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } بالقتل والسبي والإجلاء { ٱنْظُرْ } أيها الرائي { كَيْفَ نُصَرِّفُ } نجدد ونكرر لهم { ٱلآيَاتِ } أي: دلائل توحيدنا وشواهده { لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } الأنعام: 65] رجاء أن يتفطنوا إلى سر توحيدنا وسريان هويتنا في مظاهرنا، ومع ذلك لم ينتبهوا.

{ وَ } من عدم تفطنهم وتنبههم { كَذَّبَ بِهِ } أي: بما جاء من عندنا إليك من الكتاب الجامع للكتب السالفة { قَوْمُكَ } يعني: قريشاً، ونسبوه لا ما لا يليق بجنابنا { وَ } الحال أنه { هُوَ ٱلْحَقُّ } المطابق للواقع نزوله منا إليك { قُل } لهم في مقابلة تكذيبهم: { لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } [الأنعام: 66] موكل لحفظكم ليحفظكم عما يضركم بل ما علي إلا البلاغ والحفظ والوقاية بيد الله.ط

واعلموا أن { لِّكُلِّ نَبَإٍ } خبر وآيات نازلة من الله { مُّسْتَقَرٌّ } مقر ومورد { وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } [الأنعام: 67] حين تقرره ونزوله في مورده في الدنيا والآخرة.