الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّٰكُم بِٱلَّيلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِٱلنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ } * { ثُمَّ رُدُّوۤاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ أَلاَ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ ٱلْحَاسِبِينَ }

{ وَ } كيف يخرج عن حيطة علمه شيء من الكائنات والفاسدات؛ ذ { هُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّٰكُم } أي: يغيب استعداداتكم { بِٱلَّيلِ } أي: في مقر البطون والغيب { وَ } في تلك المرتبة { يَعْلَمُ } بعلمه الحضوري { مَا جَرَحْتُم } أي شيء كسبتم واكتسبتم باستعداداتكم { بِٱلنَّهَارِ } أي: في قضاء الظهور والشهادة من المعارف والحقائق المقتضية للظهور والإظهار لو ظهرتم فيه { ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ } ويظهركم { فِيهِ } أي: في فضاء الظهور والشهادة { لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى } عنده لاكتسابكم ما في استعدادكم { ثُمَّ } بعد انقطاع الأجل المسمى { إِلَيْهِ } لا إلى غيره { مَرْجِعُكُمْ } رجوع الظل إلى ذير الظل { ثُمَّ } بعدما رجعتم إليه { يُنَبِّئُكُم } يخبركم ويحاسبكم { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [الأنعام: 60] وتكسبون في نشأة ظهوركم وشهادتكم من الأعمال الصالحة للقبول، والفاسدة الموجبة للرد:

{ وَ } عليكم أيها الأطفال الهالكة ألا تغفلوا عن مقتضيات توحيد الله، ولا تخرجوا عن امتثال أحكامه الجارية على ألسنة رسله؛ إذ { هُوَ ٱلْقَاهِرُ } القادر الغالب { فَوْقَ عِبَادِهِ } الرقيب المحافظ لهم يحفظهم عما لا يعنيهم { وَ } من حفظه أنه { يُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً } من الملائكة يكتبون ويحصرون ما صدر عنكم { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ } أي: الوقت الذي قدره الله لانقضاء الأجل المسمى { تَوَفَّتْهُ } أي: وفى عليه حسابه { رُسُلُنَا } أي: الموكلون عليكم { وَهُمْ } أي: الرسل { لاَ يُفَرِّطُونَ } [الأنعام: 61] ولا يفرطون أصلاً فيما صدر عنكم.

{ ثُمَّ } بعدما وفى الرسل حسابكم { رُدُّوۤاْ } للجزاء { إِلَىٰ ٱللَّهِ } الذي هو { مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ } العدل القائم بالقسط، العالم بجميع أحوال عباده؛ ليجازي كلاً على مقتضى علمه وخبرته { أَلاَ لَهُ ٱلْحُكْمُ } والأمر والجزاء { وَهُوَ أَسْرَعُ ٱلْحَاسِبِينَ } [الأنعام: 62]؛ إذ لا يغيب عن حفظه شيء من أعمالهم.