الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَكَذٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِّيَقُولوۤاْ أَهَـٰؤُلاۤءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَآ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ } * { وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوۤءًا بِجَهَٰلَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ ٱلآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ }

{ وَكَذٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ } أي: مثلما فتنا بعض الناس ببعض في الأمور المتعلقة بمعاش الدنيا من المال والجاه والرئاسة، فتناهم في أمور دنيهم أيضاً { لِّيَقُولوۤاْ } من غاية استبعادهم واستحقارهم: { أَهَـٰؤُلاۤءِ } الضعفاء الفقراء { مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَآ } قال سبحانه توبيخاً وتقريعاً لهم: بل هم أولئك الفقراء الصابرون على بلاء الله، الشاكرون لنعمائه { أَلَيْسَ ٱللَّهُ } العالم بضمائر عباده { بِأَعْلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ } [الأنعام: 53] الصابرين منهم ومنكم أيها لشرفاء الكافرون لنعمه.

{ وَإِذَا جَآءَكَ } يا أكمل الرسل { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا } ويتمثلون بها بالغداة والعشي وهم يريدون وجهنا { فَقُلْ } لهم قبل تسليمهم: { سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ } أيها المقبولون عند الله الراضون المرضيون وبشرهم بأنه { كَتَبَ } أي: قضى وحبب { رَبُّكُمْ } لأجلكم { عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ } الشفقة والرحمة إلى حيث { أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوۤءًا } به يسيء نفسه عند الله صادراً عنه { بِجَهَٰلَةٍ } لا عند قصد وإصرار { ثُمَّ } بعدما علم وخامة عاقبته { تَابَ مِن بَعْدِهِ } واستغفر ربه { وَأَصْلَحَ } بالتوبة ما أفسد بالجهالة { فَأَنَّهُ غَفُورٌ } يستر تلك المعصية عنكم { رَّحِيمٌ } [الأنعام: 54] يقبل توبتكم بسبب إخلاصكم.

{ وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ } ونوضح { ٱلآيَاتِ } ليظهر طريق التوحيد { وَلِتَسْتَبِينَ } ويتميز { سَبِيلُ ٱلْمُجْرِمِينَ } [الأنعام: 55] المنحرفين عن منهج الرشاد ومسلك السداد عن طريق أهل الحق.

{ قُلْ } يا أكمل الرسل للمشركين الذي يعبدون آلهة غير الله: { إِنِّي نُهِيتُ } زجرت وصرفت بالدلائل القاطعة الدالة على توحيد الحق، وبالكشوف والمشاهدات الواردة من عنده سبحانه، الصارفة عن الميل والتوجه إلى الغير والسوى مطلقاً { أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ } وتسمون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } آلهة باطلة بأهويتكم الفاسدة { قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ } التي اخترعتموها من تلقاء أنفسكم، وإن ابتعت بمتابعتكم تلك التماثيل العاطلة { قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَ } بعدما ظللت { مَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ } [الأنعام: 56] أصلاً؛ أي: في شيء من الهداية كمثلكم.