الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ } * { قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلظَّٰلِمُونَ } * { وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ ءَامَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

{ فَقُطِعَ } واستؤصل { دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } بحيث لم يبقَ من خلفهم من استخلفهم واستدبرهم { وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [الأنعام: 45] على هلاكهم واستئصالهم إلى حيث لم يبقَ من شؤمهم على وجه الأرض.

{ قُلْ } يا أكمل الرسل أيضاً للنصح لعلهم ينتهون: { أَرَأَيْتُمْ } أخبروني { إِنْ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمْعَكُمْ } فأصمكم { وَأَبْصَارَكُمْ } فأعماكم { وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ } بغطاء الغفلة فلا تحسوا ولا تعلموا ولا تفهموا أصلاً { مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ } الواحد الأحد القادر المتقدر { يَأْتِيكُمْ } ويرجعكم { بِهِ } أي: بالمأخوذ { ٱنْظُرْ } أيها الرائي { كَيْفَ نُصَرِّفُ } نكرر لهم { ٱلآيَاتِ } لينتبهوا تارة عقلاً، وتارة تذكيراً وعظة، وتارة عبرة واعتباراً { ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ } [الأنعام: 46] أي: ثم انظر كيف يعرضون عن جميعها من قساوة قلوبهم وخبث طينتهم.

{ قُلْ } لهم أيضاً: { أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغْتَةً } فجأة بلا سبق مقدمة وأمارة { أَوْ جَهْرَةً } مع سبق المقدمات والأمارات { هَلْ يُهْلَكُ } أي: من سنته سبحانه ما يهلك بأمثال هذه العاذب الفجائي أو الجهري { إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلظَّٰلِمُونَ } [الأنعام: 47] الخارجون عن مقتضى أوامر الله ونواهيه الجارية على ألسنة الرسل المؤدين من عنده.

{ وَ } كيف لا نهلك الظالمين ولا نعذبهم؛ إذ { مَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ } لمن آمن بنا وامتثل بأوارمنا واجتنب عن نواهينا { وَمُنذِرِينَ } لمن يؤمن ولم يمتثل ولم يجتنب { فَمَنْ ءَامَنَ } منهم بعدما سمع الدعوة من ألسنة الرسل { وَأَصْلَحَ } بالإيمان والتوبة ما أفسد من قبل { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } حين وصولهم إلينا { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [الأنعام: 48] من سوء المنقلب والمآب.