الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } * { وَقَالُوۤاْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } * { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } * { قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ }

{ بَلْ بَدَا } وظهر { لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ } حقية الرسل والكتب عناداً واستكباراً فتمنوا حين اليأس والبأس ضجراً لا عزماً صحيحاً؛ حيث لو ردوا لآمنوا البتة بل { وَ } الله { لَوْ رُدُّواْ } أي: لو فرض ردهم إلى الدنيا بعد وقوعهم على أهوال الآخرة { لَعَادُواْ } من خباثة طينتهم { لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } أيضاً مكابرة وعناداً { وَ } بالجملة: { إِنَّهُمْ } في هذا التمني أيضاً { لَكَاذِبُونَ } [الأنعام: 28] البتة لكون جبلتهم وأصل فطرتهم على الكذب لا يزول عنهم أصلاً.

{ وَ } كيف لا تكونون مجبولين على الكذب والعناد إذ هم { قَالُوۤاْ } من خبث باطنهم حين دعاهم الرسل - عليهم السلام - إلى الإيمان بالله وباليوم الآخر: { إِنْ هِيَ } أي: ما الحياة { إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } أي: التي كنا عليها فيها { وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } [الأنعام: 29] كما زعم هؤلاء السفهاء.

{ وَلَوْ تَرَىٰ } أيها الرائي { إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ } أي: حين وقفوا وصفوا عند ربهم؛ ليحاسبوا بما عملوا لرأيتهم حيارى سكارى مضطرين مضطربين { قَالَ } لهم سبحانه من وراء سرادقات العز والإجلال: { أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ } أيها الحمقى الكاذبون المكذبون؟ { قَالُواْ } بعدما كوشفوا وعوينوا معتذرين متفجعين مصدقين مقسمين: { بَلَىٰ وَرَبِّنَا } آمنا وصدقنا { قَالَ } سبحانه: الآن لن ينفعكم الإيمان { فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } [الأنعام: 30] وتكذبون به في النشأة الأولى التي هي دار الفتنة والاختبار.

ثم قال سبحانه تقريعاً وتوبيخاً لهم: { قَدْ خَسِرَ } وخاب { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ } مع نزول الآيات الدالة عليه، وإرشاد الرسل والأنبياء والأولياء لهم { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ } المعدة للعرض { بَغْتَةً } فجأة { قَالُواْ } بعدما انكشفوا به وتيقنوا له متسحرين خائبين خاسرين: { يٰحَسْرَتَنَا } كلمة تحسر وتأسف { عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا } أي: في النشاة الأولى من التكذيب وعدم الإيمان { وَهُمْ } في تلك الحالة { يَحْمِلُونَ } وبال { أَوْزَارَهُمْ } وآثامهم { عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ } خائبين خاسرين محرومين عن مطالعة وجه الله الكريم { أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } [الأنعام: 31] في الدنيا، ويحرمون بها في العقبى عن لقاء المولى.