الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَٱعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَبِعَهْدِ ٱللَّهِ أَوْفُواْ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } * { وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

{ وَ } من جملة المحرمات التي حرمها الحق عليكم: أن { لاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ } ولا تتصرفوا { إِلاَّ بِ } التصرفات { ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } لليتيم وأحفظ لغبطته من تنمية ماله وحفظه { حَتَّىٰ يَبْلُغَ } اليتيم { أَشُدَّهُ } أي: يسمع من التصرفات الشرعية شرعاً، وحينئذ يسلم إليه بعد تجربته واختباره، { وَ } من جملتها أيضاً: ألا تنقصوا وتخسروا في الكيل والوزن بل { أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ } أي: بالعدل ولا تنقصوا منهما، وإن كان إبقاؤهما في غاية الصعوبة والعسر، فعليكم أن تبذلوا وسعكم وطاقتمك في تعديلها وإيفائهما مهما أمكن لكم، وما ليس في وسعكم { لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } معفو عنكم، { وَ } من جملتها: ألا تميلوا في الأحكام { إِذَا قُلْتُمْ } وحكمتم حال كونكم حاكمين بين الخصمين { فَٱعْدِلُواْ } في الحكومة { وَلَوْ كَانَ } المحكوم عليه أو له { ذَا قُرْبَىٰ } من حميمكم وذوي قرابتكم، وعليكم أيها الحكام ألا تتجاوزوا في الأحكام عما حكم الله به بل { وَبِعَهْدِ ٱللَّهِ } الحكيم العليم { أَوْفُواْ } وبمقتضى حكمه وحكمه وفوا { ذٰلِكُمْ } المذكور مما { وَصَّـٰكُمْ } الله { بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [الأنعام: 152] رجاء أن تتذكروا وتتعظوا به أيها المتواجهون إلى توحيده.

{ وَ } اعلموا أيها المائلون نحو توحيدي { أَنَّ هَـٰذَا } أي: المذكور في هذه السورة من الأوامر والنواهي والمحرمات والمحللات والأحكام والإشارات والآداب المعاملات { صِرَاطِي } الموصل إلى توحيدي { مُسْتَقِيماً } سوياً بلا ميل واعوجاج { فَٱتَّبِعُوهُ } حتى تفوزوا إليه { وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ } المتفرقة والطرق المختلفة { فَتَفَرَّقَ بِكُمْ } وتضلكم { عَن سَبِيلِهِ } أي: سبيل توحيده الذاتي { ذٰلِكُمْ } أي: اتباع طرق التوحيد مما { وَصَّاكُمْ } الله { بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [الأنعام: 153] رجاء أن تحذروا بسببه عن سبيل الأهوية الفاسدة والآراء الباطلة المضلة عن طريق الحق وتوحيده.