الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلْحَرْثِ وَٱلأَنْعَٰمِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـٰذَا للَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـٰذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَىٰ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ للَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } * { وَكَذٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَٰدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }

{ وَ } من جملة أهويتهم الباطلة أنهم { جَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ } برأ وخلق { مِنَ ٱلْحَرْثِ وَٱلأَنْعَٰمِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـٰذَا } المعين المفروز { للَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـٰذَا لِشُرَكَآئِنَا } أي: آلهتنا وشفعائنا { فَمَا كَانَ } من أموالهم يفرز { لِشُرَكَآئِهِمْ } إن كان جيداً طيباً { فَلاَ يَصِلُ إِلَىٰ ٱللَّهِ } ولا يتجاوز عن شركائهم { وَمَا كَانَ للَّهِ } إن كان جيداً { فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمْ } بأن استبدلوها بالردئ الذي كان لشركائهم { سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } [الأنعام: 136] هؤلاء الجاهلون؛ لأن فعلهم واختيارهم هذا إنما هو تفضيل المفضول المترذل على الأصل الأفضل.

روي أنهم كانوا يعينون في حرثهم ونتاجهم لله، ويصرفونه إلى الضيفان والمساكين، وشيئاً منها لآلهتهم وينفقونها إلى سدنة آلهتهم وخدامههم، ويذبحون عندها ثم إن رأوا ما عينوا لله أزكى؛ بدلوه بما لآلهتهم من الردئ، وإن رأوا ما لآلهتهم أزكى تركوه لها حباً لآلهتهم، وهذا مما اخترعوه من تلقاء أنفسهم وإن افتروا إلى كتبهم ترويجاً وتغريراً.

{ وَكَذٰلِكَ } أي: مثل قسمتهم في القربات والصدقات { زَيَّنَ } حبب وحسن { لِكَثِيرٍ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَٰدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ } أي: آلهتهم الذين يعبدونهم من دون الله من الشياطين، وما ذلك التزيين والتحسين إلا { لِيُرْدُوهُمْ } ليهلكوهم ويضلوهم بالإغواء عن طريق الحق { وَلِيَلْبِسُواْ } ويخلطوا { عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ } الذي وجب عليهم الانقياد والإطاعة ليصلوا إلى طريق التوحيد { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ } الهادي لعباده هدايتهم { مَا فَعَلُوهُ } أي: ما قبلوا ما زينوهم ولبسوا عليهم { فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } [الأنعام: 137] أي: جانب عنهم وعن افترائهم إلى أن نأخذهم وننتقم عنهم.