{ وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } حين ذبحه { وَإِنَّهُ } أي: أكلكم منه { لَفِسْقٌ } خروج عن حكم الله بمتابعة أهل الأهواء الضالين عن طريق الحق بوسوسة الشياطين، ولا تغفلوا من وسوستهم { وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ } يلقون ويسوسون { إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ } من أهل الأهواء { لِيُجَٰدِلُوكُمْ } أيها المؤمنون حتى يضلوكم عن طريق الحق سيما في المآكل والمشارب { وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } [الأنعام: 121] لأنه من أطاع غير الله فقد أشرك به.
{ أَوَ مَن كَانَ } منكم { مَيْتاً } بالجهل والكفر { فَأَحْيَيْنَٰهُ } بالمعرفة والإيمان { وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ } هداياً منيراً كان { كَمَن مَّثَلُهُ } وصفه وشأنه { فِي ٱلظُّلُمَٰتِ } المتراكمة والمتزاحمة وهي ظلمة الجهل والكفر والعصيان، واعتقاده أنه { لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } لعدم تناهيها فأنقذه الله من ظلمة الضلالة بنور الهداية وهداء إلى صراط مستقيم هو الإسلام { كَذَلِكَ } أي: مثل تزيين الإيمان للمؤمن { زُيِّنَ لِلْكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [الأنعام: 122] من الكفر والعصيان.
{ وَكَذٰلِكَ } أي: كما جعل في مكبة أكابر وصناديد يجرمون فيها جرائم عظيمة { جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ } أي: قدرنا فيها { أَكَٰبِرَ } كانوا { مُجْرِمِيهَا } ومترفيها { لِيَمْكُرُواْ فِيهَا } بأنواع المكر والحيل ليضلوا ضعفاء العوام { وَمَا يَمْكُرُونَ } هؤلاء الماكرون { إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ } لأن وبال مكرهم يعود عليهم { وَمَا يَشْعُرُونَ } [الأنعام: 123] لقساوة لقولبهم وشدة عمههم.