الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } * { فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ } * { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُعْتَدِينَ } * { وَذَرُواْ ظَٰهِرَ ٱلإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْسِبُونَ ٱلإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ }

{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ } من أصحاب التقليد { وَهُوَ } أيضاً { أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } [الأنعام: 117] من أرباب الشهود والمكاشفة لا يفيد تغريرهم وإضلالهم.

وإذا علمتم أيها المؤمنون أن الهداية والإضلال بيد الله لا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا بتحريم المباح وتحليل الحرام { فَكُلُواْ } أي: من الأزواج الثمانية وما يشبهها { مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } عند ذبحه مستبيحين محللين على أنفسكم { إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ } [الأنعام: 118] ويأحكامه مصدقين ممتثلين.

{ وَمَا لَكُمْ } وأي شيء عرض لكم ويمنعكم { أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَ } الحال أنه { قَدْ فَصَّلَ لَكُمْ } ربكم { مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } في قوله:حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ... } [المائدة: 3].

فعليكم ألاَّ تأكلوا المحرمات { إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } حينئذ يباح لكم منها مقدار سد جرعة { وَإِنَّ كَثِيراً } من الناس { لَّيُضِلُّونَ } في أنفسهم ويضلون غيرهم من الضعفاء بتحليل المحرمات، وتحريم المحللات بلا سند شرعي { بِأَهْوَائِهِم } الباطلة { بِغَيْرِ عِلْمٍ } بما عند الله فلا تتبعوا ولا تقتفوا أثرهم { إِنَّ رَبَّكَ } يا أكمل الرسل { هُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُعْتَدِينَ } [الأنعام: 119] المتجاوزين عن حدوده بمتابعة أهوائهم الفاسدة فيجازيهم على مقتضى علمه.

{ وَذَرُواْ } أيها المؤمنون { ظَٰهِرَ ٱلإِثْمِ } أي: الإقدام عليه والاتصاف به { وَبَاطِنَهُ } أي: أخطاره وإجراءه على القلب { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْسِبُونَ ٱلإِثْمَ } ويميون إليه متلذذين { سَيُجْزَوْنَ } في النشأة الأخرى { بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ } [الأنعام: 120] أي: بمقدار ما يتلذذون.