الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَٰرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } * { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ } * { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَٰطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }

{ وَ } كيف يؤمنون بها؛ إذ { نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ } عن الميل إلى الحق مطلقاً { وَأَبْصَٰرَهُمْ } عن إحساس شواهده وعلاماته { كَمَا } قلبناهم حيث { لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ } أي: بما جاء به من الحق { أَوَّلَ مَرَّةٍ } إذ لا تفاوت بين حقية الآيات سواء كانت مقترحة أم لا { وَنَذَرُهُمْ } نمهلهم وندعهم { فِي طُغْيَانِهِمْ } أي: ظلالهم المجاوز عن الحد { يَعْمَهُونَ } [الأنعام: 110] يتحيرون ويترددون إلى أن نأخذهم وننتقم منهم.

{ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ } كما اقترحوا { وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ } من قبورهم وأوصاهم بالإيمان { وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً } كفلاً يرشدونهم إلى الإيمان { مَّا كَانُواْ } ليؤمنوا؛ إذ ختم الله على قلوبهم بالكفر في سابق عمله { لِيُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } إيمانهم أيضاً في قضائه السابق { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } أي: أكثر النار { يَجْهَلُونَ } [الأنعام: 111] عن قضاء الله ومشيئته فيتمنون إيمانهم.

{ وَكَذَٰلِكَ } أي: ومثل ما جعلنا لك يا أكمل الرسل عدواً { جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ } من الأنبياء { عَدُوّاً } يعاديهم { شَيَٰطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ } بالمظاهرة والمعاونة؛ إذ { يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ } أي: أباطيله وأراجيفه { غُرُوراً } ليقدموا ضعفاء الأنام على مخاصمة الأنبياء ومعاداتهم، ويظهروا عليه بتغرير بعضهم { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ } إيمانهم { مَا فَعَلُوهُ } أي: هذا الغرور والقول المزخرف المموه، وبالجملة: { فَذَرْهُمْ } وكفرهم { وَمَا يَفْتَرُونَ } [الأنعام: 112] ويزخرفون بسبب غرورهم وزخرفتهم.