الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ ٱتَّبِعْ مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } * { وَلاَ تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَٰنِهِمْ لَئِن جَآءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا ٱلآيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ }

{ ٱتَّبِعْ } أنت { مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن } توحيد { رَّبِّكَ } بأن { لاۤ إِلَـٰهَ } أي: لا موجود { إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ } [الأنعام: 106] واتركهم وشركهم بعدما تحققت وتمكنت في مقر التوحيد.

{ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ } الهادي لعباده عدم إشراكهم { مَآ أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } مصرفاً بل مبلغاً منبهاً { وَمَآ أَنتَ } أيضاً { عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } [الأنعام: 107] تشفع لهم وتقوم بأمرهم.

{ وَلاَ تَسُبُّواْ } أي: لا تذكروا بالمساوئ والمقابح أيها المؤمنون الموحدون أصنام { ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } ويعبدون، أي: المشركون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } إذ هم من جملة المجالي والمظاهر لله مع أنكم إن تسبوهم وآلهتهم { فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ } من غاية جهلهم وحميتهم فتكونوا سبباً لسب الله { عَدْواً } تجاوزاً عن الحق إلى الباطل { بِغَيْرِ عِلْمٍ } بمآله { كَذَلِكَ } أي: مثل تزيننا لكم دينكم وإلهكم وعملكم { زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ } من الأمم { عَمَلَهُمْ } وإلههم سواء كان حقاً أو باطلاً؛ إذ { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } [المؤمنون: 53] { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [الأنعام: 108] أي: يجازيهم على مقتضى ما عملوا من خير وشر وإيمان وكفر.

{ وَ } من غاية نفاقهم واستهزائهم معك يا أكمل الرسل وتهكمهم بما جئت به من الآيات { أَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَٰنِهِمْ } أي: مغلظين فيها مؤكدين لها تهكماً { لَئِن جَآءَتْهُمْ آيَةٌ } من مقترحاتهم { لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا } البتة وبك أيضاً { قُلْ } لهم كلاماً خالياً عن وصمة الكذب: { إِنَّمَا ٱلآيَٰتُ } ونزولها وإنزالها { عِندَ ٱللَّهِ } وبقبضة قدرته وليس في وسعي وطاقتي شيء منها { وَمَا يُشْعِرُكُمْ } ويظهر لكم أيها المؤمنون الطالبون لإيمان هؤلاء الكفرة، وأنتم تتفرسون من مظاهر حالهم لو تأملتم في شأنهم { أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ } جميع مقتراحتهم { لاَ يُؤْمِنُونَ } [الأنعام: 109] بها البتة؛ إذ طبع الله على قلوبهم بالكفر والنفاق.