الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ خَٰلِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَٱعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } * { لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } * { قَدْ جَآءَكُمْ بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } * { وَكَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }

{ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ } أي: الذات الأحدية الموصوفة بالصفات الأزلية الأبدية السرمدية المتجلي بالتجليات اللطيفة والقهرية { رَبُّكُمْ } ومربيكم أيها الأطفال الهالكة والعكوس الباطلة { لاۤ إِلَـٰهَ } ولا موجود { إِلاَّ هُوَ } وهو { خَٰلِقُ } ومظهر { كُلِّ شَيْءٍ } ظهر من العكوس والأضلال { فَٱعْبُدُوهُ } فهو المستحق للعبادة والرجوع ، وفوضوا أمروكم كلها إليه وكيف لا يفوضونها إليه { وَهُوَ } بذاته وأوصافه وأسمائه { عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الكوائن والفواسد الحادثة في مظاهره { وَكِيلٌ } [الأنعام: 102] يوليها ويصرفها كيف يشاء حسب قدرته وإرادته.

وإن كان { لاَّ تُدْرِكُهُ } من غاية ظهوره وجلائه { ٱلأَبْصَٰرُ } القاصره عن إبصار نوره { وَ } كيف تدركه الأبصار { هُوَ } بذاته { يُدْرِكُ } ويبصر { ٱلأَبْصَٰرَ } ومبصر الأبصار لا يبصره الأبصار { وَ } كيف يبصر { هُوَ ٱللَّطِيفُ } الرقيق المنزه عن المجازاة والمقابلة والانطباع والمحاكاة { ٱلْخَبِيرُ } [الأنعام: 103] هو كيف يخبر عنه، وبالجملة ما يرى الله إلا الله، وما يخبر عنه إلا هو، كل شيء هالك إلى وجهه له الحكم وإليه ترجعون رجوع الظل إلى ذي الظل.

{ قَدْ جَآءَكُمْ } وحصل عندكم أيها المجبولون على فطرة التوحيد { بَصَآئِرُ } شواهر وكواشف { مِن رَّبِّكُمْ } الذي أوجدكم وأظهركم عليها { فَمَنْ أَبْصَرَ } شهد وانكشف بها { فَلِنَفْسِهِ } أي: عاد نفعه إليها { وَمَنْ عَمِيَ } و احتجب { فَعَلَيْهَا } أي: وبالها عائد عليها { وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } [الأنعام: 104] رقيب مصرف بل منبه مبلغ، والحفظ بيد الله، والتصرف بقدرته، يهدي من يشاء ويضل من يشاء.

ثم قال سبحانه: { وَكَذٰلِكَ } أي: مثل ذلك المذكور { نُصَرِّفُ } ونكرر { ٱلآيَاتِ } الدالة على توحيدنا رجاء أن يتنبهوا فلم يتنبهوا { وَ } غاية أمرهم أنهم { لِيَقُولُواْ } لك يا أكمل الرسل: { دَرَسْتَ } تعلمت هذه الأساطير الكاذبة القديمة من أهل الكتاب { وَ } مع كونه ما نصرفها ونكررها إلا { لِنُبَيِّنَهُ } ونوضحه إلى التوحيد الذاتي المدلول عليه بتصريف الآيات والدلالة { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [الأنعام: 105] يستدلون بالدلائل القاطعة والبراهين الساطعة على وحدة الصانع الحكيم، وانصرفوا عنكم ولم يقبلوا منك ما جئت به من الآيات، اتركهم وحالهم.