الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } * { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ } * { وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ } * { وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } * { وَحُورٌ عِينٌ } * { كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ } * { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً } * { إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً } * { وَأَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ } * { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } * { وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ } * { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } * { وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ } * { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ } * { لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } * { وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } * { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً } * { فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } * { عُرُباً أَتْرَاباً } * { لأَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } * { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ } * { وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ } * { فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ } * { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } * { لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ } * { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ } * { وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } * { أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } * { قُلْ إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ وَٱلآخِرِينَ } * { لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ }

{ بِأَكْوَابٍ } يعني: يطوفون عليهم بكؤوس، وهي التي لا عرى لها { وَأَبَارِيقَ } وهي التي لها عرى مملوء من الماء القراح، المثمر للعلوم اللدنية لشاربيها { وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } [الواقعة: 18] أي: من رحيق التحقيق واليقين الذي { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا } ولا يشوشون في تحصيلها كالعلوم المكتسبة { وَلاَ يُنزِفُونَ } [الواقعة: 19] ولا يسكرون منها، إلى حيث ينقطع تلذذهم بها من غاية سكرهم.

{ وَفَاكِهَةٍ } كثيرة { مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ } [الواقعة: 20] أي: يختارون وينتخبون لأنفسهم من أنواع المعارف والحقائق والأحوال والمقامات التي تتلذذها أرواحهم من آثار الأسماء والصفات الإلهية.

{ وَلَحْمِ طَيْرٍ } يتقوت به أشباحهم { مِّمَّا يَشْتَهُونَ } الواقعة: 21].

{ وَ } لهم أيضاً للخدمة والمؤانسة { حُورٌ عِينٌ } [الواقعة: 22] مصورة من اعتقاداتهم الصحيحة الراسخة.

{ كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ } [الواقعة: 23] المصون في أصداف أشباحهم.

وإنما يعطون فيها ما يعطون { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [الواقعة: 24] من العمال الصالحة والأخلاق المرضية.

ومن كمال تنعمهم فيها وأمنهم وترفههم { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً } باطلاً من الكلام بلا طائل { وَلاَ تَأْثِيماً } [الواقعة: 25] على سبيل الإلزام والإفحام.

{ إِلاَّ قِيلاً } وقولاً من كل جانب { سَلاَماً سَلاَماً } [الواقعة: 26] على وجه الترحيب والإكرام، هذا للمقربين السابقين.

{ وَ } أمّا { أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ } [الواقعة: 27] أي أصحاب اليمن والكرامة وأنواع التعظيم والتكريم.

فهم أيضاً متنعمون { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } [الواقعة: 28] أي: نبق لا شوك له؛ لخلوص أعمالهم وحسناتهم عن شوك المنّ والأذى، والسمعة والرياء.

{ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ } [الواقعة: 29] أي: شجر موز منضد موفور الثمر، مرتب من أسفله إلى أعلاه لإيفائهم وتوفيرهم في كسب الحسنات وفعل الخيرات.

{ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } [الواقعة: 30] إلهي لا يتقلص ولا يتفاوت؛ لدوامهم على مواظبة الطاعات، وملازمة العبادات.

{ وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ } [الواقعة: 31] مصبوب لهم أين شاءوا، وكيف شاءوا، بلا تعب وترقب؛ لأنهم صاروا في إتيان الأعمال كذلك؛ طلبا لمرضاته.

{ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ } [الواقعة: 32] مما يتفكه بها أرواحهم وأشباحهم { لاَّ مَقْطُوعَةٍ } منتهية كفواكه الدنيا.

{ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } [الواقعة: 33] لتساوي نسبتها إلى الكل بلا تفاوت وتمانع؛ لإتيانهم بصوالح الأعمال والأخلاق على الدوام، بلا قطع ومنع.

{ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } [الواقعة: 34] ممهدة منضدة بعضها فوق بع ض؛ لرسوخهم وتمكنهم على الأحكام الإلهية المرتفعة بحسب الحكم والأسرار المودعة فيها.

ثم قال سبحانه على سبيل الامتنان: { إِنَّآ } من مقام عظم جودنا إياهم { أَنشَأْنَاهُنَّ } أي: أنشأنا لهم أزواجهم اللاتي كن في حجورهم في النشأة الأولى من صالحات النسوان والأعمال والأخلاق { إِنشَآءً } [الواقعة: 35] بديعاً عجيباً.

{ فَجَعَلْنَاهُنَّ } فيها { أَبْكَاراً } [الواقعة: 36] بحيث لم يمسهن بشر، ولم يتصف بهن أحد.

{ عُرُباً } متحننات لأزواجهن { أَتْرَاباً } [الواقعة: 37] مسويات السن مع أزواجهن في كمال سن الشباب.

كل ذلك { لأَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } [الواقعة: 38] من الأبرار المحسنين بالأعمال والأخلاق، المخلصين فيها.

السابقالتالي
2