الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ يُعْرَفُ ٱلْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } * { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى ٱلْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { كَأَنَّهُنَّ ٱلْيَاقُوتُ وَٱلْمَرْجَانُ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { هَلْ جَزَآءُ ٱلإِحْسَانِ إِلاَّ ٱلإِحْسَانُ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُدْهَآمَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

إذ { يُعْرَفُ } ويعلم يومئذ { ٱلْمُجْرِمُونَ } المهملون لأمر الزاد، المتصفون بالجرائم المستلزمة للانتقام { بِسِيمَاهُمْ } إذ يظهر حينئذ آثار الكآبة والحزن على وجوههم { فَيُؤْخَذُ } بعد الخطاب والحساب { بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ } [الرحمن: 41] أي: يشد أعناقم مع أرجلهم بالسلاسل، ثم يطرحون في النار بأنواع الهوان والصغار، فيخبركم ربكم بالخلاص عنها قبل حلول أوانها، { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [الرحمن: 42].

فيقال لهم حين إلقاءهم إليها مشدودين مهانين، زجراً لهم وتوبيخاً { هَـٰذِهِ } النار التي تصلون فيها { جَهَنَّمُ } الموعودة المعدة { ٱلَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } الرحمن: 43] وقت إخبار الله إياهم على ألسنة رسله وكتبه.

فالآن { يَطُوفُونَ } ويترددون { بَيْنَهَا } أي: بين النار { وَبَيْنَ حَمِيمٍ } ماء حار { آنٍ } [الرحمن: 44] متناهٍ في الحرارة إلى حيث يغلب إحراقه وحرارته على النار المسعرة، فأراد سبحانه أنقاذكم منها بإرسال الرسل وإنزال الكتب.

{ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [الرحمن: 45] أيها المجبولان على الكفران والنسيان.

ثم قال سبحانه على مقتضى سنته المستمرة في كتابه من تعقيب الوعيد بالوعد: { وَلِمَنْ خَافَ } من كلا الفريقين؛ أي: مكلفي الجن والإنس وفي النشأة الأولى { مَقَامَ رَبِّهِ } أي: خاف عن قيامه بين يدي ربه في النشأة الأخرى للعرض والجزاء، واشتغل في هذه النشأة إعداد ذلك اليوم، وتهيئة أسبابه من اكتساب الحسنات و ترك السيئات من الأخلاق والاعتقادات، وصوالح العبادات والطاعات المقبولة يومئذ عند الله على مقتضى ما أمرهم الحق، ونهاهم عنه بإرسال الرسل وإنزال الكتب { جَنَّتَانِ } [الرحمن: 46] معدتان لكل خائف عند ربه جنة جسمانية، يتلذذ فيها بدل ما ترك من اللذات الدنيوية وشهواتها الفانية اتقاء عن الله، وجنة روحانية عناية من الله وفضلاً من " ما لا عين رأت ولا أذن سمعت... الحديث ".

وبالجملة: { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [الرحمن: 47] أيها المكلفان!

والجنتان المذكورتان { ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ } [الرحمن: 48] أنواع وأصناف من الأشجار المثمرة بالأثمار البهية والفواكه الشهية، وأنواع من المعارف والحقائق المثمرة للحالات العلية والمقامات السنية، { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [الرحمن: 49].

{ فِيهِمَا } أي: في تلك الجنتين { عَيْنَانِ } متشائتان من بحر الحياة الإلهي، المتفرعتان على أسمائه وأوصافه الجمالية والجلالية { تَجْرِيَانِ } [الرحمن: 50] بين يدي الخائف الملتجئ إلى الله على مقتضى التجليات الحبية، { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [الرحمن: 51].

{ فِيهِمَا } أي: في تلك الجنتين { مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } [الرحمن: 52] صنفان من المعارف والحقائق على مقتضى تربية العينان والمذكرتان، { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [الرحمن: 53] أيها المسخران تحت لطفه وقهره وجلاله وجماله.

ثم إنهم يتنعمون بما ذكر من النعم العظام حال كونهم { مُتَّكِئِينَ } متمكنين راسخين { عَلَى فُرُشٍ } من الاعتقادات الراسخة { بَطَآئِنُهَا } أي: وجوهها التي تلي قلوبهم وأرواحهم { مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } وهو الغيظ الصلب من الديباج، بحيث لا تخلل فيه ولا فرج، ألا وهو المثال لليقين الحقي الذي لا يطرأ عليه التردد والتذبذب مطلقاً.

السابقالتالي
2