الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ } * { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } * { وَلَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } * { نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ } * { وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْاْ بِٱلنُّذُرِ } * { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } * { فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ } * { وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ } * { كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ } * { أَكُفَّٰرُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ } * { أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ }

{ وَنَبِّئْهُمْ } أخبرهم وأعملهم بوحي منا { أَنَّ ٱلْمَآءَ } الذي به معاشهم ومعاش مواشيهم { قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ } أي: مقسومة بين الناقة وبينهم، ومواشيهم لها يوم، ولهم يوم { كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ } [القمر: 28] أي: كل صاحب شرب، يحضر الماء في يومه، ولا يحضره غيره فيه.

ثمَّ لما صاروا على هذه القسمة زماناً، اضطروا وتضجروا { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ } قدار بن سالف، فتشاوروا معه في أمر الناقشة، واضطرارهم ومواشيهم في هذه القسمة { فَتَعَاطَىٰ } وأخذ سيفه قدار مغاضباً، وكان من أجرأهم على الخطوب، وأشجعهم على الوقائع { فَعَقَرَ } [القمر: 29] أي: قدار، الناقة.

ولم يبال بالقسمة الإلهية { فَكَيْفَ كَانَ } يعني: انظر كيف وقع { عَذَابِي } عليهم { وَ } لحق { نُذُرِ } [القمر: 30] أياهم، بعدما عقروا الناقة.

وبالجملة: { إِنَّآ } بمقتضى قهرنا وغضبنا { أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً } هائلة مهولة { فَكَانُواْ } إثر سماع تلك الصيحة الهائلة { كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } [القمر: 31] أي: مثل الأشجار اليابسة البالية في حظائر الأموات، تتناثر أجسامهم كالتراب.

{ وَ } بالجملة: { لَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ } المشتمل على أنواع الرشد والهداية { لِلذِّكْرِ } والعظة { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } [القمر: 32] يتذكر ويتهدي بهدايته وتذكيره.

{ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ } أيضاً أمثال أولئك المذكورين { بِٱلنُّذُرِ } [القمر: 33] أي: الإنذارات الواردة عليهم بلسان نبيهم لوط عليه السلام.

وبعد إصرارهم على تكذيبه وإنكاره { إِنَّآ } من شدة قهرنا وغضبنا { أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ } من جانب السماء { حَاصِباً } ريحاً شديداً صرصراً عظيمة، ترميهم بالحصباء؛ أي: الأحجار الصغار إلى أن أ هلكوا بالمرة { إِلاَّ آلَ لُوطٍ } هو لوط عليه السلام وبنتاه { نَّجَّيْنَاهُم } من هذه الواقعة الهائلة، والكرب العظيم { بِسَحَرٍ } [القمر: 34] وقت الصبح.

وإنما نجيناهم { نِّعْمَةً } واصلة { مِّنْ عِندِنَا } إياهم، ورحمة شاملة من لدنا عليهم؛ بسبب إيمانهم وعرفانهم { كَذَلِكَ } أي: مثلما فعلنا مع آل لوط { نَجْزِي } بمقتضى جودنا عموم { مَن شَكَرَ } [القمر: 35] لنعمنا، ولم يكفر بموائد كرمنا.

{ وَ } الله { لَقَدْ أَنذَرَهُمْ } لوط عليه السلام بوحي منا إياه { بَطْشَتَنَا } وأخذنا إياهم؛ بسبب فعلتهم القبيحة، وديدنتهم الشنيعة { فَتَمَارَوْاْ بِٱلنُّذُرِ } [القمر: 36] أي: كذبوه على إنذاراته ووعيداته مراءً ومجادلة، واستهزاءً معه وبعموم ما أوحينا إليه من الوعيدات والإنذارات.

{ وَ } من شدة مرائهم معه، واجترائهم { لَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ } وترددوا حول بيته، وقصدوا فجور أضيافه، ويمموا على تفضيحهم { فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ } ومسخناها، وصيرناها مستوية مع وجوههم، فصاروا ممسوحي العيون.

رُوي أنهم لما دخلوا عنوة في داره، صفقهم جبريل صفقة، فأعماهم دفعة { فَذُوقُواْ } أي: فقلنا لهم حينئذٍ: ذوقوا { عَذَابِي وَنُذُرِ } [القمر: 37] المنذر به على لسان نبينا لوط عليه السلام.

{ وَلَقَدْ صَبَّحَهُم } ولحق بهم { بُكْرَةً } قريبة من الصبح { عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } [القمر: 38] مستمر عليهم إلا أن يستأصلهم ويسلمهم إلى النار.

{ فَذُوقُواْ عَذَابِي } أي: قلنا لهم حينئذٍ: ذوقوا عذابي أيها المفسدون المسرفون { وَ } ذوقوا { نُذُرِ } [القمر: 39] أي: أيها المنكرون المذكبون.

السابقالتالي
2