الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ } * { وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } * { وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ } * { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ } * { وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ } * { تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ } * { فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } * { أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } * { سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ } * { إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَٱرْتَقِبْهُمْ وَٱصْطَبِرْ }

وبعدما قنط، وبلغ الزجر غايته تضرع نحونا، مشتكياً من قومه { فَفَتَحْنَآ } لانتقامهم وهلاكهم { أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ } [القمر: 11] منصب، كأنه يجري من جانب السماء.

{ وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً } أي: فجرنا عيون الأرض، وصيرناها كأنها عيوناً كلها { فَالْتَقَى ٱلمَآءُ } الحاصل من كلا الجانبين، وبلغا { عَلَىٰ أَمْرٍ } حال واحد { قَدْ قُدِرَ } [القمر: 12] أي: قدره الله في حضرة علمه وقضائه؛ لإهلاك أولئكك الطغاة البغاة.

{ وَ } بعدما طغى الماء، وطاف حول الأرض { حَمَلْنَاهُ } أي: نوحاً ومن تبعه { عَلَىٰ } سفينة { ذَاتِ أَلْوَاحٍ } أخشاب عراض { وَدُسُرٍ } [القمر: 13] مسامير طوال { تَجْرِي } السفينة { بِأَعْيُنِنَا } وكنف حفظنا وحضانتنا.

وإنما فعلنا مع نوح وقومه ما فعلنا؛ ليكون { جَزَآءً } حسناً له ولمن آمن به، وسيئاً { لِّمَن كَانَ كُفِرَ } [القمر: 14] بنعمة هدايته وإرشاده، ولم يؤمن بدينه، ولم يصدقه في تبليغه.

{ وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا } أي: السفينة والفعلة التي فعلناها مع المكذبين لرسلنا، المجترئين علينا بالإنكار والكفران { آيَةً } دالة على قدرتنا على أنواع الإنعام والانتقام { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } [القمر: 15] يتذكر بها، ويعتبر منها.

وبالجملة: { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي } للمنكرين المصرين على الإنكار والتكذيب { وَنُذُرِ } [القمر: 16] أي: إنذاري وتخويفي على من يعتبر منهم، ومما جرى عليهم من العقوبات.

{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ } وسهلناه { لِلذِّكْرِ } أي: لأنواع التذكيرات والمواعظ، والعبر والأمثال { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } [القمر: 17] يتعظ به، ويتذكر مما فيه ويعتبر.

{ كَذَّبَتْ عَادٌ } كذلك هوداً عليه السلام { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي } إياهم { وَنُذُرِ } [القمر: 18] وإنذاري لمن بعدهم بما جرى عليهم.

{ إِنَّآ } بمقتضى عظيم قهرنا وجلالنا { أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ } حين أردنا انتقامهم وإهلاكهم { رِيحاً صَرْصَراً } بارداً، شديد الجري والصوت { فِي يَوْمِ نَحْسٍ } شؤم منحوس { مُّسْتَمِرٍّ } [القمر: 19] شؤمه ونحوسه عليهم إلى أن يستأصلوا بالمرة.

ومن شدة جريها وحركتها { تَنزِعُ } وتقلع { ٱلنَّاسَ } عن أماكنهم، مع أنهم دخلوا في الحفر، وتشبثوا بالأثقال { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ } أي: أصول نخل { مُّنقَعِرٍ } [القمر: 20] منقلب عن مغارسه، ساقط على الأرض، موتى بلا روح.

{ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي } إياهم { وَنُذُرِ } [القمر: 21] أي: بمن بعدهم.

{ وَ } الله { لَقَدْ يَسَّرْنَا } أي: سهلنا وأنزلنا { ٱلْقُرْآنَ } المعجز { لِلذِّكْرِ } والاتعاض { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } [القمر: 22] متذكر، يتعظ به.

{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ } [القمر: 23] أي: الإنذارات الصادرة من لسان صالح عليه السلام بمقتضى الوحي والإلهام الإلهي { فَقَالُوۤاْ } في تعليل تكذيبهم على الرسول: { أَبَشَراً } ناشئاً { مِّنَّا } أي: من جنسنا { وَاحِداً } منفرداً، لا تبع له ولا رهط { نَّتَّبِعُهُ } نؤمن به ونقاد له، مع أنه لا مزية له علينا، لا بالحسب ولا بالنسب، والله { إِنَّآ } إن فعلنا هكذا { إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ } عظيم، وغواية عن مقتضى العقل والدراية { وَسُعُرٍ } [القمر: 24] أي: كنا في جنون عظيم بمتابعة هذا المرذول المفضول.

السابقالتالي
2