الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُمْ بِهَـٰذَآ أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } * { أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ } * { فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ } * { أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ } * { أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ } * { أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ } * { أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { أَمْ لَهُ ٱلْبَنَاتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ } * { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } * { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } * { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ } * { أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ سَاقِطاً يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } * { فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ } * { يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } * { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ }

{ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُمْ } السخيفة المستمدة من أوهامهم الضعيفة { بِهَـٰذَآ } القول الباطل الزاهق الزائل { أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } [الطور: 32] بغون متناهون في العتو والعناد، صدر عن أمثال هذه، بلا تأمل وتدبر على مقتضى عتوهم وثروتهم وكبرهم وخيلائهم.

{ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ } واخلتقه من تلقاء نفسه، ونسبة إلى الوحي والإلهام تغيراً وترويجاً { بَل } معظم أمرهم وقصارى رأيهم أنهم { لاَّ يُؤْمِنُونَ } [الطور: 33] به وبك، فيتفوهون بأمثال هذه المطاعن والقوادح من شدة شكيمتهم، وغلظ غيظهم وضغينتهم معك يا أكمل الرسل.

وبعدما بالغوا في القدح والطعن، وبلغوا غاية اللإنكار والإصرار، قل لهم يا أكمل الرسل على سبيل التعجيز والتبكيت: { فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ } أولئك المسرفون المفرطون { إِن كَانُواْ صَادِقِينَ } [الطور: 34] في زعمهم ومفترياتهم مع أنهم لم يأتوا بمثله، ولا يتأتى منهم الإتيان أيضاً، وإن يتظاهروا ويتعاونوا بجميع ما في الأرض؛ إذ هو خارج عن طور البشر ومشاعره.

أيصرون على إنكار الخالق مع أنهم مخلوقون { أَمْ } اعتقدوا أنهم { خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ } وبلا فاعل موجد { أَمْ } اعتقدوا نفوسهم أنهم { هُمُ ٱلْخَالِقُونَ } [الطور: 35] المستقلون على إيجاد هياكلهم بلا مؤثر خارجي هو الله، أيحصرون حينئذ خالقيتهم لأنفسهم فقط؟!

{ أَمْ } اعتقدوا أنهم { خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } أي: العلويات والسفليات والممتزجات؟! وبالجملة: لا ينكرون حدوث الأشياء، واستنادها المحدث المؤثر { بَل لاَّ يُوقِنُونَ } [الطور: 36] ولا يتصفون باليقين في إثبات الموجد القديم وتوحيده.

أهم يثبتون مرتبة النبوة من تلقاء أنفسهم، ويختارون لها من يريدون { أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ } [الطور: 37] الغالبون المقتدرون على عموم مقاصدهم ومطالبهم، فيفعلون جميع ما يأملون ويشاءون، بالإدارة ولاختيار؟!

{ أَمْ } ادعوا علم الغيب بالاستماع من الملأ الأعلى؟! إذ { لَهُمْ سُلَّمٌ } مرقاة يصعدون بها إلى مكان من السماء { يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } من الملائكة ما يظهرون من تكذيب الرسل، وقدح القرآن { فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } [الطور: 38] أي: بحجة واضحة ومعجزة ساطعة، كما أتى بها الرسول صلى الله عليه وسلم.

أأنتم العقلاء المتضرون بكمال الرشد والرزانة أيها المسرفون المفرطون { أَمْ } سفهاء منحطون عن زمرة العقلاء مع أن دعواكم بأن { لَهُ } سبحانه { ٱلْبَنَاتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ } [الطور: 39] تدل على سفاهتكم وانحطاطكم عن متقضى العقل؟! إذ إثبات الولد مطلقاً للواحد الأحد الصمد، المنزه عن الأهل والولد بعيد بمراحل عن مقتضى العقل، فكيف إثبات أخس الأولاد سبحانه، تعالى عن ذلك علواً كبيراً.

فثبت أن أولئك الحمقى سفهاء ساقطون عن رتبة العقلاء وأهل العبرة، فلا يسمع منهم مطلق الدعوى، سيما الأمور المتعلقة بالمعارف الإلهية.

فكيف إنكارهم بك يا أكمل الرسل هذا، أينكرون رسالتك يا أكمل الرسل، ويظنون لحوق الضرر إياهم منك { أَمْ } أيظنون إنك بسبب تبليغك إياهم { تَسْأَلُهُمْ أَجْراً } جعلاً عظيماً { فَهُم } حينئذ { مِّن مَّغْرَمٍ } والتزام غرامة عظيمة { مُّثْقَلُونَ } [الطور: 40] متحملون الثقل، لذلك شق عليهم الأمر إلى حيث أنكروا لك، وانصرفوا عن تصديقك.

السابقالتالي
2 3