الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } * { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } * { مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ } * { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } * { وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } * { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ } * { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ } * { مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ } * { وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ } * { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ } * { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } * { وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } * { وَٱلأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ } * { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } * { فَفِرُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }

وبعدما جرى منهم ما جرى، أخذ إبراهيم عليه السلام يسأل عن سبب نزولهم وإرسالهم { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ } وشأنكم الذي جئتم لأجله { أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } [الذاريات: 31].

{ قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } [الذاريات: 32] أقبح الجرائم وأفحش المنكرات؛ يعنون: قوم لوط عليه السلام المبالغين في الفعلة الشنيعة، والديدنة القبيحة المتناهية في القبح والفحش.

وإنما أرسلنا { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً } متحجرة { مِّن طِينٍ } [الذاريات: 33] يريد منه السجيل المركب من الحجر المسحوق مع الطين، { مُّسَوَّمَةً } معلمة كل منها باسم من رُمي بها { عِندَ رَبِّكَ } لتكون جزاء { لِلْمُسْرِفِينَ } [الذاريات: 34] الذين أسرفوا في الخروج عن متقضى الحدود الإلهية، وعن الطريقة المعتادة لحكمة الإيلاد والاستيلاد.

ثم لما أردنا رجمهم وإهلاكهم، { فَأَخْرَجْنَا } بإذن ربنا { مَن كَانَ فِيهَا } أي: في تلك القرية { مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [الذاريات: 35] المصدقين بنبوة لوط عليه السلام ودينه، الممتثلين بالأوامر والنواهي الجارية على لسانه.

{ فَمَا وَجَدْنَا } وصادفنا { فِيهَا } أي: في تلك القرى بعدما فتشناها، وكشفنا عن أهلها { غَيْرَ بَيْتٍ } أي: سوى أهل بيت فقط { مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [الذاريات: 36] المتصفين المجتمعين بين الإيمان والتسليم، وهو أهل بيت لوط عليه السلام.

وبالجملة: أهلكنا الكل { وَتَرَكْنَا } آثار هلاكهم واستئصالهم { فِيهَآ } أي: في الأرض التي تلك القرى فيها { آيَةً } علامة، وأمارة مستمرة إلى يوم القيامة { لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } [الذاريات: 37] النازل على أهل الجرائم والآثام، فيمتنعون عنها ويعتبرون بها.

{ وَ } تركنا أيضاً { فِي } إهلاك مكذبي { مُوسَىٰ } الكليم آية للمتذكرين المعتبرين، اذكر يا أكمل الرسل وقت { إِذْ أَرْسَلْنَاهُ } أصالة وأخاه معه تبعاً { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ } الطاغي الباغي، المبلغ في العتو والعناد وأيدناه { بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } [الذاريات: 38] وحجة واضحة ولديل لائح.

{ فَتَوَلَّىٰ } وأعرض عن عدوته إلى الإيمان مستظهراً { بِرُكْنِهِ } أي: ملئه وجنوده الذين يتقوى بهم، ويركن إليهم في الخطوب والملمات { وَقَالَ } في جوابه من كمال بطره وعناده: هو { سَاحِرٌ } فيا أتى من الخوارق { أَوْ مَجْنُونٌ } [الذاريات: 39] يعمل له الجن جميع ما يظهر منه الإرهاصات.

وبالجملة: كذبه، وأنكر عليه ونسب معجزاته إلى السحر وأعمال الجن { فَأَخَذْنَاهُ } غيرة منَّا وتقوية لرسولنا { وَجُنُودَهُ } المظاهرين له { فَنَبَذْنَاهُمْ } وإغرقناهم { فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ } حينئذ { مُلِيمٌ } [الذاريات: 40] نفسه بما يلام عليه من الكفر والعناد وأنواع العتو والفساد، نادم عن جميع ما صدر عنه وما ينفعه من الندم.

{ وَ } تركنا أيضاً آية عظيمة للمعتبرين { فِي } إهلاك قوم { عَادٍ } اذكر { إِذْ أَرْسَلْنَا } وسلطنا { عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ } [الذاريات: 41] لا يثمر نفعاً سوى العقم والهلاك على وجه الاستئصال، مع أنهم أملوا نفعاً عظيماً فيها.

إذ { مَا تَذَرُ } وتترك { مِن شَيْءٍ أَتَتْ } وهبت { عَلَيْهِ } من الأنفس والمواشي { إِلاَّ جَعَلَتْهُ } وصيرته { كَٱلرَّمِيمِ } [الذاريات: 42] أي: اليابس البالي من النبات وأوراق الأشجار، وبالجملة: صيَّرتهم هباء منثوراً تذروه الرياح حيث شاءت.

السابقالتالي
2