الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ تَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي ٱلْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ } * { وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَآءَ وَلَـٰكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } * { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّا نَصَارَىٰ ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }

{ تَرَىٰ } أيها الرائي { كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ } ويودون، ويوالون { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أشركوا بالله ويصاحبونهم، لذلك يسري شركهم وكفرهم عليهم، والله { لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } بسببه { وَفِي ٱلْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ } [المائدة: 80] يشؤمه.

{ وَلَوْ كَانُوا } أي: هؤلاء المنافقون { يُؤْمِنُونَ بِالله } المتوحد في ذاته { والنَّبِيِّ } المؤيِّد من عنده، المبعوث إلى كافة الخلق { وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ } من الفرقان الفارق بين الحق والباطل { مَا اتَّخَذُوهُمْ } أي: المشركين { أَوْلِيَآءَ } أحياء، أصدقاء { وَلَـٰكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } [المائدة: 81] خارجون عمَّا فيه صلاحهم، وسدادهم من الحكم والأحكام المنزلة في القرآن.

{ لَتَجِدَنَّ } أيها الداعي للخلق إلى الحق { أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ } بك ويكتابك { ٱلْيَهُودَ } الذين جبلوا على النفاق والشقاق، سيما معك، وممن تبعك { وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } بالله بإثبات الوجود لغيره؛ لبغضهم مع الموحدين الموفقين بتوحيد الله ووحدة ذاته، القاطعين عرق الشركة بالكلية { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً } ومحبة { لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ } للمؤمنين من محض ودادهم وصميم فؤادهم بعدما تحققوا بحقية الدين المصطفوية، والشرعة المحمدية الموصلة إلى بحر التوحيد: { إِنَّا نَصَارَىٰ } ننصر دينكم ونقوي عضدكم.

{ ذٰلِكَ } أي: بسبب ودادتكم ومحبتكم في قلوبهم { بِأَنَّ مِنْهُمْ } جمعاً { قِسِّيسِينَ } طالين للعلم اللدني الذي هو ثمرة جميع الشرائع والأديان { وَرُهْبَاناً } متحققين بمرتبة العين، ومتصرفين بلا تفرج، متفرجين بلا تصرف في الأمور الدنيوية، منتظرين لظهور مرتبة الحق التي أنت تظهر به يا أكمل الرسل { وَأَنَّهُمْ } بعدما وجدوا في وجدانهم ما وجدوا { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } [المائدة: 82] عن نصرك وودادتك أيها الجامع لجميع مراتب الحق.