الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوۤاْ أَهْوَآءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ } * { لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } * { كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }

{ قُلْ } لهم يا أكمل الرسل إلزاماً وتبكيتاً: { أَتَعْبُدُونَ } وتؤمنون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } المتفرد بالألوهية والوجود { مَا } أي: أضلالاً وتماثيل { لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ } ولا لأنفسهم { ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } ولا وجوداً، ولا حياة، بل ما هي إ لا تماثيل موهومة، وعكوس معدومة تنعكس من أشعة التجليات الإلهية، ليس لها في أنفسها أوصاف وآثار { وَٱللَّهُ } المتجلي في الآفاق بالاستحقاق { هُوَ ٱلسَّمِيعُ } في مظاهره لا غيره؛ إذ لا غير { ٱلْعَلِيمُ } [المائدة: 76] أيضاً فيها، فله الاستقلال في التصرف في ملكه وملكوته بلا مشاركة أحدٍ ومظارته.

{ قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ } أي: النصارى { لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ } ونبيكم { غَيْرَ ٱلْحَقِّ } اقتراءً ومراءً، سيما بعد ظهور المبيِّن، المؤيَّد، المدَّق { وَلاَ تَتَّبِعُوۤاْ أَهْوَآءَ قَوْمٍ } من أسلافكم { قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ } عن طريق الحق { وَ } مع ذلك لا يقتصرون على الضلال بل { أَضَلُّواْ كَثِيراً } من ضعفائهم وعوامهم { وَ } هم قوم { ضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ } [المائدة: 77] بلا هادٍ ومنبهٍ يهديهم إليه، وما لكم تضلون عنه مع وجود المنبة المؤيد من عند الله، الهادي بالهداية العامة إلى صراط مستقيم، موصلٍ إلى مقر التوحيد.

{ لُعِنَ } أي: طُرد ، وحُرم، ورُدَّ من مقر العز ومرتبة النيابة { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } أيضاً { ذٰلِكَ } الطرد واللعن { بِمَا عَصَوْا } على الله بعدم امتثال أوامره واجتناب نواهيه { وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } [المائدة: 78] يتجاوزون عن مرتبة الإنسانية بالخروج عمَّا حدَّ الله لهم، وبيَّنه في كتابه إلى ما تهوى أنفسهم، وترضى عقولهم.

{ كَانُواْ } من غاية غفلتهم وانهماكهم { لاَ يَتَنَاهَوْنَ } أي: لا ينهون أنفسهم { عَن مُّنكَرٍ } مخالف للشرع { فَعَلُوهُ } بعد تنبههم بمخالفته، بل يصرون عليها؛ عناداً واستكباراً، والله { لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } [المائدة: 79] لأنفسهم ذلك المنكر، والإصرار المستجلب للعذاب والنكال.