الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَىٰ ٱللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ ٱلآيَاتِ ثُمَّ ٱنْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ }

{ لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ } من عدم تحققهم بمقام التوحيد، وعدم تنبههم بمرتبة الفناء في الله: { إِنَّ ٱللَّهَ } المنزه عن التعدد، بل عن العدد مطلقاً { ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ } واحد منها وأراد بالثلاثة هو ومريم وعيسى { وَ } الحال أنه { مَا مِنْ إِلَـٰهٍ } أي: في الوجود موجود { إِلاَّ إِلَـٰهٌ } موجود { وَاحِدٌ } محير للعقول والأبصار، ماحٍ لظلال السّوى الأغيار { وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ } هؤلاء الظَّلَمة { عَمَّا يَقُولُونَ } من التثليث والتعدد في الألوهية { لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ } أي: بقوا على كفرهم بلا إيمان إلى أن ماتوا عليه { عَذَابٌ أَلِيمٌ } [المائدة: 73] لا عذاب أشد منه، وهو حرمانهم عن مرتبة التوحيد التي هي مرتبة الخلافة والنيابة، أتصرون على هذا الكفر والضلال؟

{ أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَىٰ ٱللَّهِ } ولا يؤمنون له { وَ } لا { يَسْتَغْفِرُونَهُ } عمَّا صدر عنهم من الجرائم العظام؟ حتى تقبل توبتهم وإيمانهم { وَٱللَّهُ } المنزه في ذاته عن كفرهم وإيمانهم { غَفُورٌ } لهم إن أخلصوا في توبتهم وإيمانهم { رَّحِيمٌ } [المائدة: 74] لهم، يقبل توبتهم ولم يأخذهم على ما صدر عنهم بعدما تابوا.

{ مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ } من الرسل العظام { قَدْ خَلَتْ } مضت { مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ } مثله: ولم ينسبهم أحد إلى ما نسبوه { وَأُمُّهُ } أيضاً { صِدِّيقَةٌ } مقبولة عند الله، قد مضت مثلها كثيرة من الصادقات المقبولات، لم ينسبها أحد إلى ما نسبتموها وبالجلمة: كيف ينسبونها إلى الألوهية { كَانَا } مركَّبان { يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ } بدلاً لا يتحلل والإله منزةٌ عن التركيب والتحليل، والأكل والشرب، والأبوة والأمومة وغيرها من أوصاف البشر { ٱنْظُرْ } أيها الناظر متعجباً { كَيْفَ نُبَيِّنُ } ونوضح { لَهُمُ ٱلآيَاتِ } الدلائل القاطعة، الدالة على عدم ليقاتها بمرتبة الألوهية، مع أنه لا حاجة إلى الدليل أصلاً عند من له أدنى درية { ثُمَّ ٱنْظُرْ } وازدد في تعجبك { أَنَّىٰ } كيف { يُؤْفَكُونَ } [المائدة: 75] يصرفون وجوه عقولهم عن طريق الحق وإسماع كلمة التوحيد.