الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَٰهُمْ جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ } * { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَآءَ مَا يَعْمَلُونَ } * { يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ }

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ ءَامَنُواْ } بك وبكتابك { وَٱتَّقَوْاْ } عمَّا اجترؤوا عليه في حق الله، وفي حقك { لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ } أي: محنا عن ديوان أعمالهم بالمرة { سَيِّئَاتِهِمْ } التي كانوا عليها { وَلأَدْخَلْنَٰهُمْ } تفضلاً وامتناناً { جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ } [المائدة: 65] منتزهات العلم والعين والحق، إن أخلصوا في إيمانهم.

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ } أي: أهل الكتاب { أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ } وامتثلوا بأوامرها، وأظهروا ما فيها من الأحكام والعبر والتذكيرات، سيما بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونعته { وَ } أقاموا أيضاً { ٱلإِنْجِيلَ } وعملوا بمقتضى ما فيه { وَ } كذا جميع { مَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ } لوسع عليهم الرزق الصوري والمعنوي إلى حيث { لأَكَلُواْ } الرزق { مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم } - ذكر الجهتين يغني عن الجهات كلها - لو كوشفوا بوحدة الله من جميع الجوانب والجهات، ولا يرون غير الله في مظاهره ومجاليه { مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ } معتدلة، لا من أهل التفريط، ولا من أهل الإفراط، يرجى إيمانهم، وكشفهم { وَ } إن كان { كَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَآءَ مَا يَعْمَلُونَ } [المائدة: 66] أي: ساء عملهم في الإفراط والتفريط عن جادة الاعتدال والتوحيد.

{ يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ } المبعوث إلى كافة الخلق بالرسالة العامة، والدعوة إلى توحيد الذات { بَلِّغْ } وأوصل جميع { مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } لتبيين طريق توحيده الذاتي على جميع من كلف به { وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ } ولم تبلغ؛ إمهالاً وخوفاً { فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ } التي كلفك سبحانه بتبليغها، وبالجملة: اعتصم بالله، وتوكل عليه في أدائها { وَٱللَّهُ } المراقب لجميع أحوالك { يَعْصِمُكَ } ويحفظك { مِنَ } شرور { ٱلنَّاسِ } القاصدين مقتك ومساءتك يكفيك مؤنة شرورهم، ويكف عك أذاهم بحوله وقوته { إِنَّ ٱللَّهَ } المطلع لضمائر عباده { لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } [المائدة: 67] القاصدين مقتك، ولا يوصلهم إلى ما يريدون بك من المضرة والمساءة.