الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاۤئِمٍ ذٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } * { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } * { وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْغَالِبُونَ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } لا تحزنوا بصنيع { مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ } بعد إيمانه وقبوله الإسلام، ولا تبالوا بشأنه { فَسَوْفَ يَأْتِي ٱللَّهُ } من فضله ولطفه { بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ } الله ويفوقهم على الإيمان، ويوصلهم إلى مرتبة اليقين والعرفان { وَيُحِبُّونَهُ } إلى حيث بذلوا مهجهم في سبيله طوعاً ورضاً؛ إعلاء لكلمة توحيده، ونصر دين نبيه { أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } تواضعاً وإخاءً { أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } غلبةً واستيلاءً { يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } وطريق توحيده، باذلين نفوسهم فيه، طالبين رضاه { وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ } ملامة { لاۤئِمٍ } مليم كهؤلاء المنافقين الذين يخافون من العلامة؛ حفظاً لجاههم ورئاستهم، وحمية لما أسروا في نفوسهم من الأهوية الباطلة.

{ ذٰلِكَ } الأوصاف الحميدة { فَضْلُ ٱللَّهِ } الهادي لعباده إلى فضاء توحيده { يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ } من أهل العناية { وَٱللَّهُ } المتفضل، المحسن لأرباب الولاء { وَاسِعٌ } في فضله وطوله { عَلِيمٌ } [المائدة: 54] على من يستحق الإفضال والإنعام.

ثم لما نهى سبحانه المؤمنين عن موالاة الكفار وودادتهم، وبالغ فيه، أراد أن ينبه على من يستحق الولاية والودادة وحقيقته، فقال: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ } المتولي لأموركم بالولاية العامة { وَرَسُولُهُ } النائب عنه، المستخلف له { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالله، بالولاية الخاصة بمتابعته صلى الله عليه وسلم، وهم { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ } يديمون { ٱلصَّلاَةَ } المقربة إلى الحق { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } المصفيَّة لبواطنهم عن التوجه نحو الغير { وَ } الحال { هُمْ رَاكِعُونَ } [المائدة: 55] خاضعون في صلاتهم، نزلت في علي - كرم الله وجهه - حين سأله سائل، وهو راكع في صلاته، فرمى له خامته.

{ وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ } ويفوِّض أمره إليه، ويتخذه وكيلاً { وَرَسُولَهُ } الذي ظهر على صورته، ونزل في شأنهمَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ } [النساء: 80] { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } طلباً لرضاه، فهم من حزب الله وجنوده، يحفظهم في حفظه وحمياته، ويغلبهم على من يصول إليهم { فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ } القادر، المقتدر على كل ما أراد وشاء { هُمُ ٱلْغَالِبُونَ } [المائدة: 56] الواصلون إلى جميع مقاصدهم، بفضل الله وسعة جوده.