الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَارَىٰ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } * { فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِٱلْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ } * { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَهُـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ }

{ يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مقتضى إيمانكم أن { لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَارَىٰ أَوْلِيَآءَ } توالونهم، وتصاحبونهم، مثل موالاة المؤمنين، ولا تعتمدوا، ولا تثقوا بودادتهم ومودتهم إذ هم { بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } متظاهرون متعاونون، ينتهزون الفرضة لمقتدكم { وَمَن يَتَوَلَّهُمْ } ويعتمد عليهم { مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } من جملتهم، وعدادهم عند الله { إِنَّ ٱللَّهَ } المطلع لضمائر عباده { لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } [المائدة: 51] المجاوزين عن مقتضى أوامر الله، المرتكبين لمناهيه، فكيف لا يكون المتولون معهم من زمرتهم؟!.

{ فَتَرَى } أيها الرائي { ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } كفر ونفاق { يُسَارِعُونَ } ويبادرون { فِيهِمْ } في مودتهم ومؤاخاتهم { يَقُولُونَ } معتذرين لكم؛ نفاقاً: { نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ } من دوائر الزمان، كان الأمر فيها لهم، والدولة تتوجه نحوههم، فنداريهم ونواليهم؛ خوفاً منها { فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِٱلْفَتْحِ } والظفر لرسوله؛ ليظهر دينه على الأديان كلها { أَوْ أَمْرٍ } عظيم، نازل { مِّنْ عِندِهِ } يكفي مؤنة كفرهم ونفاقهم { فَيُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ } من بغض رسول الله، والإنكار لرسالته، وتكذيب كتابه { نَادِمِينَ } [المائدة: 52] خائبين، خاسرين.

{ وَ } حينئذ { يَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } وأخلصوا في إيمانهم بعضهم لبعض، مستهزئين لهؤلاء المنافقين: { أَهُـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } أي: أغلظها وأوكدها { إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ } مؤمنين بنبيكم؛ مظاهرة لكم في إعلاء كلمة الحق وانتشارها { حَبِطَتْ } واضمحلت { أَعْمَالُهُمْ } إلى حيث لا تفيدهم أصلاً { فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ } [المائدة: 53] خسراناً عظيماً في الدنيا والآخرة.