الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبْتَغُوۤاْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ ٱلنَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ }

{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ } ورجعوا إلى الله عمَّا كانوا عليه مخلصين، نادمين، خائفين من بطشه، راجين من عفوه وجوده { مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ } أي: غرماؤهم، وتأخذوهم مطالبين القصاص عنهم، يسقط عنهم حق الله بالتوبة إن أخلصوا فيها { فَٱعْلَمُواْ } أيها المؤمنون { أَنَّ ٱللَّهَ } الموفق لهم على التوبة { غَفُورٌ } لهم، يغفر ذنوبهم { رَّحِيمٌ } [المائدة: 34] يقبل توبتهم.

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مقتضى إيمانكم التقوى عن محارم الله { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } عن ارتكاب ما حرم عليكم، ونهاكم عنه { وَٱبْتَغُوۤاْ } واطلبوا { إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ } المقربة إلى ذاته لتتوسلوا به إلى توحيده { وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ } لقطع العلائق، ورفع الموانع مع القوى البشرية الشاغلة عن التوجه نحوه { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [المائدة: 35] تفوزون بفضاء توحيده، وصفاء تجريده وتفريده.

ثم قال سبحانه على مقتضى سنته من تعقب الوعد بالوعيد: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بتوحيد الله، وأصرُّوا على ما هم عليه من الكفر والشقاق { لَوْ } تحقق وثبت { أَنَّ لَهُمْ } ملك { مَّا فِي ٱلأَرْضِ } من الزخارف والكنوز { جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ } بل أضعاف أمثاله { لِيَفْتَدُواْ بِهِ } فدية، ويخلصوا { مِنْ عَذَابِ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } ونكالها المترتبة على كفرهم { مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ } لعظم جرمهم وإصرارهم عليه، بل { وَلَهُمْ } فيها { عَذَابٌ أَلِيمٌ } [المائدة: 36] مؤبد، لا يرجى نجاتهم أصلاً.

{ يُرِيدُونَ } متميناً { أَن يَخْرُجُواْ مِنَ ٱلنَّارِ وَ } الحال أنه { مَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا } لاستحالة الخروج من ذلك لزوم النكال { وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } [المائدة: 37] دائم، متجدد متلون؛ لئلا يعتادوا بنوع منه.