الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً وَآتَاكُمْ مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن ٱلْعَٱلَمِينَ } * { يَٰقَوْمِ ٱدْخُلُوا ٱلأَرْضَ ٱلمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَٰسِرِينَ }

{ يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ } لا تغتروا في أمور دينكم ولا تضعفوا فيها؛ إذ { قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا } الموعود في كتابكم { يُبَيِّنُ لَكُمْ } أمور دينكم حال كونه { عَلَىٰ فَتْرَةٍ } انقطاع وحي { مِّنَ ٱلرُّسُلِ } وإنما أرسلناه؛ كراهة { أَن تَقُولُواْ } وتعتذروا حين وهن دينكم وضعف يقينكم: { مَا جَآءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ } حتى يصلح أمور ديننا { فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ } لئلا تعتذروا على ما تقتصرون فيه، فكذبوه، ولم يقبلوا ما جاء به من أسرار الدين والإيمان { وَٱللَّهُ } المجازي لكم { عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من أنواع الجزاء { قَدِيرٌ } [المائدة: 19] يجازيكم على مقتضى قدرته.

{ وَ } اذكروا { إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ } وهم أسلاف لكم وآباؤكم حين أراد أن يذكرهم نعم الله التي أنعمها عليهم؛ ليقوموا بشكرها: { يَاقَوْمِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } تفضلاً وامتناناً { إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ } منكم { أَنْبِيَآءَ } يرشدونكم، ويهدونكم إلى طريق التوحيد { وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً } متصرفين في أقطار الأرض { وَآتَاكُمْ } من الخوارق والإرهاصات من فلق البحر، وظل الغمام، وسقي الحجر، ونزول المن والسلوى وغير ذلك { مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن ٱلْعَٱلَمِينَ } [المائدة: 20] حين ظهروكم واستيلائكم.

{ يَٰقَوْمِ ٱدْخُلُوا ٱلأَرْضَ ٱلمُقَدَّسَةَ } المطهرة عن شوائر الفتن { ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ } أي: قدرها في علمه لمقركم ومسكنكمح إذ هي منازل الأنبياء، ومقر الأولياء والأصفياء، فعليكم أن تقبلوا إليها تاركين ديار العمالقة والفراعنة التي هي محل الجور والفساد، ومجمع البغي والفساد { وَ } عليكم أن { لاَ تَرْتَدُّوا } بعدما سمعتم الوحي { عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ } خوفاً من الجبابرة.

قيل: لما سمعوا أوصاف جبابرة كنعان من نقبائهم خافوا، واستوحشوا وفزعوا وقالوا: ليتنا نرد على أعقابنا، تعالوا ننصب رأساً ينصرف بنا إلى مصر؛ إذ موتنا فيها خير من الحياة وموضع آخر، فارتدوا { فَتَنْقَلِبُوا خَٰسِرِينَ } [المائدة: 21] خسراناً عظيماً في الدنيا تائهين حائرين، وفي الآخرى خاسرين خائبين.