الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱصْفَحْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ ٱللَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }

{ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ } وبعدم وفائهم للعهود الوثيقة { لَعنَّاهُمْ } طردناهم عن فضاء التوحيد { وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً } مظلمة بظلمة الإمكان إلى حيث { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ } المثبتة في كتاب الله؛ لإعلاء كلمة التوحيد { عَن مَّوَاضِعِهِ } التي وضعها الحق { وَنَسُواْ حَظًّا } نصيباً { مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ } أي: بالتوراة، ووعظوا عنه، وأفادوا منه { وَ } صاروا من غاية القساوة والنيسان بحيث { لاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ } دائماً مستمراً { عَلَىٰ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ } تبالغ في الخيانة { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ } وهم الذين آمنوا بكم، وأنصفوا على ما في التوراة وأظهروها { فَٱعْفُ عَنْهُمْ } ولم يحرفوها زماناً { وَٱصْفَحْ } وانصرف عن انتقامهم إلى الإحسان معهم { إِنَّ ٱللَّهَ } القادر على الانتقام { يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } [المائدة: 13] المجاوزين عن الانتقام بعد الاقتدار عليهز

{ وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَىٰ } مدعين نصرة الدين، وإعلاء كلمة الحق { أَخَذْنَا } كما أخذنا من اليهود { مِيثَاقَهُمْ } فنقضوا كما نقضوا { فَنَسُواْ } كما نسوا { حَظّاً مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ } أي: بالإنجيل المنزل على عيسى - صلوات الرحمن عليه - { فَأَغْرَيْنَا } ألقينا، وألزمنا { بَيْنَهُمُ } بين اليهود والنصارى، وهم اليعقوبية والنسطورية والملكائية { ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ } المستمرة { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } بحيث لا يصفو نفاقهم وشقاقهم أصلاً { وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ ٱللَّهُ } كلا الفريقين، أو الفرق { بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } [المائدة: 14] في الدنيا من البغض والنفاق، وبما يكسبون به في الآخرة من العذاب والعقاب.