الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَإِنْ عُثِرَ عَلَىٰ أَنَّهُمَا ٱسْتَحَقَّآ إِثْماً فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِٱللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا ٱعْتَدَيْنَآ إِنَّا إِذاً لَّمِنَ ٱلظَّالِمِينَ } * { ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يَأْتُواْ بِٱلشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَآ أَوْ يَخَافُوۤاْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَٱتَّقُوا ٱللَّهَ وَٱسْمَعُواْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } * { يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ }

{ فَإِنْ عُثِرَ } أي: أشعر واطلع { عَلَىٰ أَنَّهُمَا } أي: الشاهدان { ٱسْتَحَقَّآ إِثْماً } بواسطة تحريفهما وكتمانها { فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ } أي: من الورثة وهما { ٱلأَوْلَيَانِ } الأحقان التحليف من الشاهدين { فَيُقْسِمَانِ بِٱللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ } وأصدق { مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا ٱعْتَدَيْنَآ } وتجاوزونا في هذه الشهادة عن الحق، وإن اعتدينا { إِنَّا إِذاً لَّمِنَ ٱلظَّالِمِينَ } [المائدة: 107] الخارجين عن الاعتدال الإلهي الذي وضعه الحق بين عباده.

{ ذٰلِكَ } التحليف والتغليظ { أَدْنَىٰ } أقرب إلى الاحتياط { أَن يَأْتُواْ بِٱلشَّهَادَةِ } ويؤدوها { عَلَىٰ وَجْهِهَآ } أي: على وجه تحملونها من غير تحريف وخيانة فيها { أَوْ يَخَافُوۤاْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ } على المدعين { بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ } الكاذبة، فيفتضحوا بظهور الخيانة على رءوس الملأ { وَٱتَّقُوا ٱللَّهَ } أيها الشهود عن الكتمان والتحريف { وَٱسْمَعُواْ } ما يقول المحتضر وأدوه على وجهه { وَٱللَّهُ } المطلع لضمائر عباده { لاَ يَهْدِي } إلى توحيده { ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } [المائدة: 108] الخارجين عن مقتضى أوامره ومنهياته، واذكروا، وتذكروا خطاب الله وعتابه لرسله من أجلكم.

{ يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ } في يوم العرض الأكبر { فَيَقُولُ } لهم على وجه التوبيخ: { مَاذَآ أُجِبْتُمْ } أي: بأي شيء أجبتم لهؤلاء العصاة المتجاوزين عن الحد؟ { قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَآ } بحالهم، ولا عذر لنا نعتذر عنهم { إِنَّكَ } بذاتك وأسمائك وأوصافك { أَنتَ } بخصوصيتك؛ إذ لا غير معك { عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ } [المائدة: 109] التي غابت عن عقولنا وأبصارنا وأسماعنا، فلك الحكم الأمر، نفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد.