الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا ٱللَّهُ عَنْهَا وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } * { قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ } * { مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَآ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مقتضى إيمانكم أن { لاَ تَسْأَلُواْ } ولا تقترحوا من رسولكم { عَنْ أَشْيَآءَ } قبل ورود الوحي { إِن تُبْدَ } وتظهر { لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } وتغمكم، وتورث فيكم حزناً { وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ } بلا سواء وحزن { عَفَا ٱللَّهُ } عمَّا سلف { عَنْهَا } فعليكم أن تحافظوا عليها بعد ورود النهي { وَٱللَّهُ } المطلع لضمائر عباده { غَفُورٌ } لهم ما سبق من ذنوبهم قبل ورود الزواجر { حَلِيمٌ } [المائدة: 101] لا يعجل بالعقوبة إلى أن يبوؤوا.

واعلموا أنه { قَدْ سَأَلَهَا } عنها { قَوْمٌ } مثلكم { مِّن قَبْلِكُمْ } من أنبيائهم { ثُمَّ } بعدما ظهر ما اقترحوا { أَصْبَحُواْ } صاروا { بِهَا } بسبب ظهورها { كَافِرِينَ } [المائدة: 102] بعدم امتثالهم وانقيادهم بما ظهر.

{ مَا جَعَلَ ٱللَّهُ } أي: ما وضع، وشرع لكم في دينكم ما في الجاهلية { مِن بَحِيرَةٍ } وهو أنهم كانوا إذا انتجت ناقتهم خمسة أبطن خامسها ذكر بحروا أذنها؛ أي: شقُّوها وخلوا سبيلها، فلا تركب ولا تحمل ولا تحلب أبداً، فسموها بحيرة { وَلاَ سَآئِبَةٍ } وهي أنهم قالوا: إذا شفيتُ فناقتي سائبة؛ أي: ممنوعة من الانتفاع كالبحيرة { وَلاَ وَصِيلَةٍ } وهي أنهم إذا ولدت شاتهم أنثى كان لهم، وإذا ولدت ذكراً كان لآلهلتهم، وإذا ولت ذكرا وأنثى في بطن واحد يتبعون الأنثى بالكذور، ويتقربون بها، وسموها وصيلة.

{ وَلاَ حَامٍ } وهي أنهم إذا أنتجت من صلب فحل عشرة أبطن، حرم انتفاعه بالكلية، ولم يمنعوها من الماء والكلأ والمرعى، وقالوا: قد حمى ظهره، ويسمونها حام { وَلَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أعرضوا عن الإيمان والإطاعة { يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ } أي: يستوي أمثال هذه المزخرفات الباطلة على الله؛ افتراءً { وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } [المائدة: 103] الله، ولا يعلمون حق قدرة ومقتضى حكمته.

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } إمحاضاً للنصح: { تَعَالَوْاْ } هلموا { إِلَىٰ } امتثال { مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } المصلح لحالاتكم { وَإِلَى } متابعة { ٱلرَّسُولِ } الهادي لكم عمَّا فيكم من الضلال { قَالُواْ } من غاية انهماكهم في الغفلة: { حَسْبُنَا } وكافياً { مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَآ } وأسلافنا، قل لهم { أَ } تقلدونهم، وتقتفون أثرهم { وَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً } من أنفسهم { وَلاَ يَهْتَدُونَ } [المائدة: 104] طريقاً مستقيماً بإهداء الهادي، وإرشاد المرشد مع كونكم عقلاء من أهل التمييز والاختيار، فالعار كل العار، فاعتبروا يا أولي الأبصار.