الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً } * { هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } * { إِذْ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ٱلتَّقْوَىٰ وَكَانُوۤاْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } * { لَّقَدْ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءْيَا بِٱلْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً } * { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } * { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ٱلإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }

{ وَ } كيف تبدل سنة الله وتغير حكمته مع أنه { هُوَ } القادر المقتدر { ٱلَّذِي كَفَّ } وضع { أَيْدِيَهُمْ } أي: أيدي كفار مكة { عَنكُمْ } حين استيلاءهم عليكم { وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم } حين غلبتم عليهم { بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ } وأظهركم { عَلَيْهِمْ } وذلك أن عكرمة بن أبي جهل خرج مع خمسمائة إلى الحديبة، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد على جند، فهزمهم حتى أدخلهم حيطان مطة، ثم قال: { وَ } بالجملة: { كَانَ ٱللَّهُ } العليم الحكيم { بِمَا تَعْمَلُونَ } من خير وشر { بَصِيراً } [الفتح: 24] خبيراً، لا يعزب عنه شيء مما جرى عليكم، يجازيكم على مقتضى بصارته وخبرته.

وكيف لا يجازي الكفرة سبحانه بأسوء الجزاء؟ إذ { هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله ظلماً وعدواناً { وَ } لم يقتصروا على الكفر فقط، بل { صَدُّوكُمْ } أي: حصوركم وصرفوكم { عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } عام الحديبية { وَ } الحال أنه قد صار { ٱلْهَدْيَ } أي: الذبائح والقرابين التي ساقها رسول الله { مَعْكُوفاً } محبوساً قريباً أن { } يَبْلُغَ مَحِلَّهُ أي: مذبحة الذي عينه الله لذبح الضحايا، وهو المنى.

{ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ } في خلالهم، لم يكف سبحانه أيديكم عنهم، بل نصركم عليهم واستأصلتموهم بالمرة، لكن لما كان بينهم من المؤمنين والمؤمنات كف سبحانه أيديكم عنهم مخافة { لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ } أي: المؤمنين المخلوطين بهم، ولم يميزوهم من الكفار { أَن تَطَئُوهُمْ } تدوسوهم { فَتُصِيبَكُمْ مِّنْهُمْ } أي: من أجل المؤمنين المخلوطين بالكافرين وجهلهم { مَّعَرَّةٌ } أي: مضرة وكروه من لزوم دية وكفارة، وإثم عظيم وتعيير شديد، وغير ذلك من المنكرات مع أنه إنما صدر عنكم الوطاءة والدوس لو صدر { بِغَيْرِ عِلْمٍ } وخبرة، وإنما كف أيديكم عنهم حين أظفركم عليهم { لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ } المطلع بما في استعدادات عباده من الإيمان والكفر { فِي رَحْمَتِهِ } التي هي التوحيد والإسلام { مَن يَشَآءُ } منهم حتى { لَوْ تَزَيَّلُواْ } وتفرقوا أي: المؤمنين من الكافرين { لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } [الفتح: 25] في غاية الإيلام من السبي والجلاء وأنواع المصيبة والبلاء.

اذكر يا أكمل الرسل إذ { إِذْ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْحَمِيَّةَ } الأنفة والغيرة لا على وجه الحق بل { حَمِيَّةَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ } وذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما نزل الحديبية، فهمّ بقتال أهل مكة، بعثوا سهيل بن عمر وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص؛ ليرجع من عامه، وتُخلى له مكة من العام القابل ثلاثة أيام.

" فقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة " ، فقالوا: ما نعرف هذا، اكتب: بسمك اللهم، هذا ما صالح محمد بن عبد الله.

فقال صلى الله عليه وسلم: " اكتب ما يريدون "

السابقالتالي
2 3