الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَآءً وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ } * { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ } * { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَلاَ تَمْلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَىٰ بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }

{ وَ } هم قد عبودهم معتقدين نفعهم، ولم يعلموا أنهم { إِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ } وجمعوا في الحشر للحساب والجزاء { كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَآءً } أي: المعبودين للعابدين، بل { وَكَانُواْ } أي: المعبودين { بِعِبَادَتِهِمْ } أي: العابدين لهم { كَافِرِينَ } [الأحقاف: 6] منكرين جاحدين.

{ وَ } هم كانوا من شدة غيهم وضلالهم عنا وعن توحيدنا { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } الدالة على وحدة ذاتنا وكمال أسمائنا وصفاتنا مع كونها { بَيِّنَاتٍ } واضحات مبينات، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلْحَقِّ } الصريح المبين { لَمَّا جَآءَهُمْ } أي: حين جاءهم ليهديهم ويبين لهم طريق الحق وتوحيده { هَـٰذَا } المتلو { سِحْرٌ مُّبِينٌ } [الأحقاف: 7] ظاهر كونه سحراً باطلاً، وهذا التالي ساحر عظيم، إنما قالوا هكذا ونسبوا إلى ما نسبوا؛ لعجزهم عن إتيان مثله، مع إنهم من أرباب اللسن ووفور دواعيهم بالمعارضة معه.

{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ } أي: بل انصرفوا عن سبته إلى السحر إلى أفحش من ذلك، وهو الافتراء فيقولون: اختلفه هذا المدعي من تلقاء نفسه ونسبه إلى ربه تغريراً وترويجاً { قُلْ } لهم أكمل الرسل بعدما نسبوا كتابك إلى الفرية كلاماً ومفصحاً لهم عن حقيقة الأمر وحقيته لو تأملوا فيه: { إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ } واختلقته من عندي ونسبته إلى الله زوراً وبهتاناً، فيأخذني العزيز بإثم الافتراء ألبتة، وإن أخذني { فَلاَ تَمْلِكُونَ } ولا تدفعون { لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } حين أخذني وانتقم، وبالجملة: { هُوَ } سبحانه { أَعْلَمُ } بعلمه الحضوري { بِمَا تُفِيضُونَ } وتخوضون { فِيهِ } أي: في كلامه بما يليق به وبشأنه سبحانه من نسبته إلى السحر والافتراء وتكذيبه بأنواع وجوه المراء { كَفَىٰ بِهِ } أي: كفى الله { شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } أي:بيننا يجازينا على مقتضى علمه وخبرته بي وبكم { وَهُوَ ٱلْغَفُورُ } المبالغ في الستر والعفو لمن استغفر له { ٱلرَّحِيمُ } [الأحقاف: 8] لمن تاب ورجع نحوه نادماً عن ما صدر عنه، يقبل توبته ويمحو زلته.

{ قُلْ } لهم يا أكمل الرسل بعدما اقترحوا عليك من الآيات التي تهواها نفوسهم ليلزموك ويعجزوك: { مَا كُنتُ بِدْعاً } رسولاً بديعا { مِّنَ } بين { ٱلرُّسُلِ } مبتدعاً أمراً غريباً مدعياً الإتيان، بل { وَ } الله { مَآ أَدْرِي } وأعلم بحال نفسي { مَا يُفْعَلُ بِي } وكيف يصنع معي { وَلاَ بِكُمْ } أي: وكيف بما يصنع بكم، بل أن { أَتَّبِعُ } أي: ما أتبع { إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ } من قبل ربي ويطلعني عليه { وَ } بالجملة: { مَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ } من قبل احق { مُّبِينٌ } [الأحقاف: 9] مبين موضح مظهر لكم بإذنه ما أوحى إلى من وحيه، وما لي إلا التبليغ والإنذار، والتوفيق من الله العليم الحكيم.