الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ حـمۤ } * { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ } * { مَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَمَّآ أُنذِرُواْ مُعْرِضُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَـٰذَآ أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَآئِهِمْ غَافِلُونَ }

{ حـمۤ } [الأحقاف: 1] يامن حمل أعباء الرسالة بحولنا وقوتنا، ومال إلى جناب قدسنا بالميل الذاتي الحقيقي بعد مساعدة توفيقنا وجذب من جانبنا { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ } الذي أنزل إليك لتأييد أمرك، وضبط شرعك ودينك { مِنَ ٱللَّهِ } المطلع لما في استعدادات عباده { ٱلْعَزِيزِ } الغالب على جميع ما دخل في حيطة قدرته وإرادته { ٱلْحَكِيمِ } [الأحقاف: 2] في مطلق تدابيره الصادرة منه لضبط مصالح عباده.

ثم التفت سحبانه تهويلاً وتفخيماً لحكمه فقال: { مَا خَلَقْنَا } وأظهرنا من كتم العدم { ٱلسَّمَٰوَٰتِ } أي: آثار الأسماء والصفات الذاتية { وَٱلأَرْضَ } أي: عالم الاستعدادات القابلة لانعكاس أشعة أنواع الذات الفائضة عليها حسب الشئون والتطورات الجمالية والجلالية { وَمَا بَيْنَهُمَآ } من الآثار المتراكمة من امتزاج الفواعل الأسمائية من الآثار الناشئة من قوابل المسميات والهيولي { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } أي: خلقاً ملتبساً بالصدق المطابق للواقع { وَ } قدرنا بقاء ظهورها إلى { أَجَلٍ مُّسَمًّى } أي: وقت مقدر عندنا، محفوظ في خزانة حضرة علمنا ولوح قضائنا لا نطلع أحداً عليه، فإذا جاء الأجل المسمى انعدم الكل بلا تقدم وتأخر { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وأنكر كمال قدرتنا واقتدارنا على إيجاد الأشياء وإعدامها وإبدائها وإعادتها { عَمَّآ أُنذِرُواْ } من أهوال يوم القيامة المعدة لانعدام الكل وانقهار الأظلال الهالكة في شروق شمس الذات { مُعْرِضُونَ } [الأحقاف: 3] لذلك لا يترددون له، ولا يتهيئون أسبابه، ولا يستعدون لحلوله.

{ قُلْ } لهم يا أكمل الرسل بعدما أفرطوا في الإعراض عن الله وعن توحيده وأثبتوا له شركاء ظلماً وزوراً، مستفهماً على سبيل الإلزام والتبكيت: { أَرَأَيْتُمْ } أي: أخبروني { مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } وتتخذون آلهة سواه وتعتقدونهم شركاء معه في الأرض { أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ } أي: أي: شيء أوجدوا { مِنَ ٱلأَرْضِ } حتى اتصفوا بالخالقية واستحقوا بالمعبودية والربوبية، وأخبروني هل تنحصر شركتهم مع الله بعالم العناصر والمسببات { أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ } أيضاً { فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ } وعالم الأسباب { ٱئْتُونِي بِكِتَابٍ } نازل من قبل الحق { مِّن قَبْلِ هَـٰذَآ } القرآن يؤمر فيه باتخاذ هؤلاء الهلكى آلهة سوى الله، مستحقة بالعبادة { أَوْ أَثَارَةٍ } ائتوني ببقية { مِّنْ عِلْمٍ } دليل عقلي أو نقلي، قد بقى لكم من أسلافكم، يدل على إيثارهم واختيارهم آلهة شركاء معه سبحانه في ألهويته، وبالجملة: ائتوني بسند صحيح أن { كُنتُمْ صَادِقِينَ } [الأحقاف: 4] في دعوى الشركة مع الله المنزه عن التعدد مطلقاً.

{ وَ } بالجملة: { مَنْ أَضَلُّ } طريقاً وأسوأ سبيلاً وأشد سفها وحماقة { مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ } السميع العليم البصير الحكيم القدير الخبير، المستقل في تصرفاته بالإرادة والاختيار { مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ } أي: أصناماً لا يسمع دعاءه، ولا يجيب ولا يعلم بحاله، ولا يدبر له أموره، وإن دعاه وتضرع نحوه { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } أي: أبداً ما دامت الدنيا بل { وَهُمْ } أي: مبعوداتهم الباطلة { عَن دُعَآئِهِمْ } أي: عن دعاء عابديهم { غَافِلُونَ } [الأحقاف: 5] ذاهلون، لا شعور لهم حتى يفهموا أو يجيبوا.