الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } * { وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ }

وبعدما تحاسبون على مقتضى كتبكم وصحائفكم: { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أذعنوا وأيقنوا بوحدة الحق، وصدقوا رسله وكتبه { وَ } مع كمال إيمانهم ويقينهم { عَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } من الأفعال والأخلاق تقرباً إلى الله، وتأدباً معه سبحانه بما يليق بعبوديته وتعظيم شأنه { فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ } الذي يوفقهم على الإيمان والتوحيد فِي سعة { رَحْمَتِهِ } وفضل وحدته وفضل لطفه { ذَلِكَ } الذي بشر به عباده المؤمنين المخلصين { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ } [الجاثية: 30] والفضل العظيم، لا فوز أعظم منه وأعلى.

{ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } بالله وأنكروا وحدة ذاته، بل أثبتوا له شركاء ظلماً وزوراً، يقال لهم حينئذ من قبل الحق مستفهماً على سبيل التوبيخ والتقريع: { أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } أي: ألم يأتكم رسلي، ولم يتلوا عليكم آياتي الدالة على عظمة ذاتي وكمال قدرتي على أنواع الانتقامات والوعيدات، فكذبتم بهاوبهم، بل { فَٱسْتَكْبَرْتُمْ } على الرسل ومن قبول الآيات { وَ } بالجملة: { كُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } [الجاثية: 31] مستكبرين، عادتكم الإجرام والعدوان.

{ وَ } من كمال استكباركم واغتراركم بما عندكم من الجاه والثروة { إِذَا قِيلَ } لكم إمحاضاً للنصح: { إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ } الذي وعدكم على ألسنة رسله وكتبه { حَقٌّ } مطلقاً، لا بدَّ وأن يقع الموعود منه سبحانه ألبتة بلا خلف في وعده { وَ } لا سيما { ٱلسَّاعَةُ } الموعودة آتية { لاَ رَيْبَ فِيهَا } وفي قيامها، وإذا سمعتم كلمة الحق عن أهله { قُلْتُم مَّا نَدْرِي } على وجه الاستبعاد والاستغراب { مَا ٱلسَّاعَةُ } الموعودة وما معنى قيامها والإيمان بها { إِن نَّظُنُّ } أي: ما نظن بها وفي شأنها { إِلاَّ ظَنّاً } ضعيفاً، بل وهماً مرجوحاً سخيفاً؛ إذ ما لنا علم بها سوى الاستماع من أفواه الناس { وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } [الجاثية: 32] بها حتى نؤمن لها وبقيامها، ونصدق بما فيها من المواعيد والوعيدات.